أيمن الأمير..!

السبت 15 من ربيع الأول 1445 هــ
العدد 49971
فى شهر أكتوبر، عندما تحل ذكرى نصر مصر العظيم، وتحرير الأرض ليس هناك مجال للكتابة إلا عن هذه الذكرى، وكيف نتعلم منها، خاصة أنها تمر عليه الآن ٥٠ عاما.
لقد بدأ الطريق إلى أكتوبر بحرب الاستنزاف، والاستعداد للحرب، وتجهيز، وإعادة بناء الجيش والدولة بعد هزيمة قاسية (1967)، بل تجهيز الدولة لإزالة آثار العدوان، لكن وأنا أستعد للكتابة عن هذه الذكرى، وعندما قرأت مقالة زميلى العزيز محمد سلماوى التى حملت خبر رحيل زميلنا فى كتيبة «الأهرام» الصحفية القديمة الأستاذ الكبير أيمن الأمير، شعرت بالتقصير تجاهه، فهو عضو كتيبة «القسم الخارجى» بـ«الأهرام» التى جهزها محمد حقى (رحمه الله)، وحسنى جندى، وجيلهما العظيم، وكانت عونا لنجومية «الأهرام» فى مرحلة ما بعد الستينيات، والاستعداد لما بعد الهزيمة، وإزالة آثار العدوان الغاشم على مصر، ولكن عندما بدأ الرئيس السادات، رحمه الله، تجهيز مسرح العمليات لحرب أكتوبر، وكانت البداية تجهيز كل المواقع العسكرية، والمدنية فى الداخل والخارج، وكانت العاصمة الأمريكية واشنطن مركزا مهما للأحداث اختار سفيرا عملاقا (أشرف غربال)، واختار سفيرنا مكتبا إعلاميا فى غاية الاحترافية، والمهنية، والمعرفة بسوق الصحافة والإعلام الأمريكى، والغربى كله، وكانت كل هذه الكتيبة من «الأهرام» (رئيس المكتب محمد حقى، وأحمد أبوشادى، وأيمن الأمير)، أبرز كتاب «الأهرام» ومحرريها فى «القسم الخارجى» فى ذلك الوقت، وذهبوا إلى واشنطن، ومارسوا عملهم بكل اقتدار، ولم نكن لنقدر على ذلك إلا بمواهب، وكفاءة المصريين، وقدرتهم على اختراق تلك العاصمة الحصينة، لدرجة أن الرئيس السادات قال لحقى «يجب أن تعود لمصر وزيرا للإعلام»، وعاد ولم يستطع أن يتكيف فعاد لواشنطن مرة أخرى، لكن مازلنا نتذكره، ونقف أمام دوره وزميليه (أيمن الأمير، وأحمد أبوشادى)، ورحم الله أيمن الأمير الذى لحق بشهداء الحرب المدنيين، والعسكريين بعد ٥٠ عاما على هذه المعركة الفاصلة فى تاريخ مصر.
