اليوم وغدًا وبعد غد

الأحد 26 من جمادي الأولى 1445 هــ
العدد 50042
اجتازت مصر تجربة انتخابية استثنائية، وصعبة، وفى ظروف دقيقة من قبل، ونحتاج إلى أن نكملها اليوم، وغدًا، وبعد غد بتصويت جماعى، وشامل كل المصريين، ليكتبوا للوطن صفحة جديدة. لقد تسلطت علينا حرب الاحتلال الإسرائيلى ضد الأشقاء أهل غزة فى دوامة هذا الاستحقاق الرئاسى، وطوال أشهر متتابعة كنا نرنو إلى الاستحقاق الدستورى المهم لمستقبل مصر الآن، وفى المرحلة المقبلة، فهو المقدمة التى أعددنا لها طوال السنوات العشر الماضية.
أعتقد أن هذه الانتخابات اكتسبت صفتها، وجدارتها من هذا الحدث المهم، أو الحرب المؤثرة على كل مصرى، بل عربى، فهى تدور فى غزة، وما أدراك ما غزة للمصريين، فهى جزء أصيل من وطننا لا تجمعنا معه العروبة فقط، بل الوطن الواحد، المتماسك، فحدودنا معا، وعشنا، ونعيش، كذلك. لقد عشنا شجاعة مصر التى كانت واضحة، وسريعة، وقوية فى هذه الحرب لإنقاذ، وإغاثة غزة، وحماية قضية فلسطين وصولا إلى كامل حقوقها، وتحركت مصر لمنع تصفية قضية فلسطين، وتلك عظمة مصر.
يجب على المصريين الآن أن يكونوا قادرين على ترجمة هذه الانتخابات إلى عرس ديمقراطى، وأن يشاركوا بكثافة لإعطاء العالم رسالة واضحة وقاطعة بأن الشعب المصرى كله يقف خلف دولته وقيادته فى اتخاذ ما تراه من إجراءات لمواجهة التحديات المختلفة وعلى رأسها منع مخطط التهجير القسرى للفلسطنيين وتوطينهم فى سيناء على حساب الأمن القومى المصرى وتصفية القضية الفلسطنينية، وأعتقد أن الناخب المصرى سوف يكملها اليوم وغدا وبعد غد فى صناديق الاقتراع بالإجماع الوطنى الكبير، ليقول كل مصرى ومصرية: نحن جميعا نحتاج إلى هذه الأمانة، والصدق فى إدارة مصر، وحمل رسالتها للمستقبل، وهذا هو جوهر مصر المعاصر، ودورها المستقبلى.
