تهديدات ترامب والحرائق.. أحداث أمريكية متلاحقة «2»

الأربعاء 15 من رجب 1446 هــ
العدد 50444
لم تكن الحرائق التى تلتهم منازل ومناطق الأثرياء فى بعض الولايات الأمريكية فيلما من أفلامها، أو حالة جديدة يراها العالم بذهول، حيث إمكاناتها الضخمة والإمبراطورية عاجزة عن السيطرة على هذه الحرائق، فاحترقت أحياء الأغنياء، وخسائرها تجاوزت المليارات، والأهم أنها حالة من حالة الجنون، أو صورة للجحيم الذى يتوعد به ترامب الشرق الأوسط يراها قبل أن يصعد إلى سُدة الحكم فى بلاده، وكأنه يقول له تحتاج إلى التعاون العالمى وليس التهديد لمواجهة احتياجات الإنسان المعاصر، ونريد أن نوقف هذا الجحيم الذى قد تُوجده الطبيعة، أو حالة البيئة العالمية التى يرفض ترامب أن يعترف بها، بل يريد أن ينسحب من الاتفاقية العالمية لمواجهة المتغيرات البيئية.
لكن الدرس المباشر جاء من الرئيس المنتهية ولايته (بايدن) وهو يلقى كلمة لتأبين الرئيس الأسبق الراحل (كارتر)، فأشار إلى رأيه وقال إنه لم يكن يرى العالم بعقله بل كان يراه بقلبه، هذا ما يحتاجه حتى تلتئم البشرية ولا تصدع، وإن أخطر ما تواجهه فى المرحلة المقبلة فى العالم هو إساءة استخدام السلطة فى المواقع الكبرى، ونعتقد ليس هناك من هو أهم من موقع الرئيس الأمريكى، فهو مازال قيصر العالم، أو امبراطور هذه الدنيا، أو الرئيس الذى تنتظر قراراته كل القارات (إفريقيا وآسيا وأوروبا والصين وروسيا)، فهل كانت دروس نهاية عام وبداية عام جديد فى الربع الثانى من القرن الحادى والعشرين قادرة على أن تصل إلى قلب وعقل الرئيس ترامب وفريقه، خاصة ماسك ورجاله؟، وهل علّمت الأحداث التى شاركت فيها الطبيعة، والحروب المتداخلة، والأحداث المتلاحقة بالكثير من الدروس والعبر؟، فلننتظر صعود القيصر إلى البيت الأبيض، فهو مازال صعودا مدويا، لأنه عاد رغم الجرائم الكبيرة التى لاحقته، والاغتيالات، والأحداث الجسام التى مر بها.
إذن، نحن أمام حدث ساعدت أشياء كثيرة فى أن تجعله دراما حية أصعب من كل ما قدمته السينما الأمريكية والعالمية حتى الآن، إنه حدث حى فاق كل التوقعات.
