هوجو الفرنسي.. وأعظم دروس الإسلام!

الأربعاء 19 من رمضان 1446 هــ
العدد 50507
نصل إلى فيكتور هوجو، كبير أدباء فرنسا الذى وصل حد إعجابه بالإسلام إلى أن أعطانا نحن المعاصرين أكبر الدروس التى يمكن أن نتعلمها من الغرب، حيث خصص عدة قصائد لمدحه، والثناء على تعاليمه، والاعتراف بفضل رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، كما أثنى على الصحابة (الفاروق عمر نموذجا).
لقد وُلد هوجو المسرحى، والشاعرـ والروائى عام 1802 فى شرق فرنسا، ورحل سنة 1885، ودُفن فى مقبرة العظماء، والأكثر مفاجأة فى أعمال هوجو هى إحدى قصائد ديوان «أسطورة القرون» التى تشير إلى مدينة جدة، حيث شخصية النبى محمد صلى الله عليه وسلم، والقرآن الكريم تتكرران فى قصائد هذا الديوان أكثر من 100 مرة، فلماذا تأثر صاحب «البؤساء»، و«أحدب نوتردام» بالإسلام؟!، وتعكس الرواية الثانية التضاد بين الشكل والمضمون، والظاهر والباطن، وشخصيتها الأحدب، والقبيح المعزول من كاتدرائية نوتردام، وتضحيته من أجل حبه لشابة جميلة عطفت عليه – كانت انعكاسا له، ومشاعره الإنسانية فى البؤساء، والتى وصلت إلى أعماق المجتمع، ويبدو أنها حققت ما كان يريده هوجو بطريقته، لذا يقول كل شىء من دون تنازلات لغوية، أو تقنية.
وأخيرا، يمكن القول إن هوجو اهتم بالدين كجوهر إيمانى راسخ يخدم الإنسانية، وقضاياها، وينتصر للضعفاء والمظلومين، وتلك كانت قضيته الأولى، ورسالة الإسلام فى عالمه، حيث إن الاثنين يلتقيان، كما وقف هوجو ضد العنصرية، والإسلاموفوبيا فى بلاده، وقارته، فى قصيدته «القرون» بوضوح وقوة، واختار عمر فى خطابه عن جدة، والقديس يوحنا الإنجيلى عن اليونان، لأن جدة مقدسة عنده، فهى تعتبر من غابر الزمن مدينة حواء، أم البشر، أعطاها قدسية مكة، والمدينة، ونسج فى حواره الروابط بين الناس، وكيفية الرد على العنف بالحوار لا بوصم الآخر، فى درس أعطاه أعظم كتاب فرنسا للمعاصرين.
