يوم مصرى خالد

السبت 28 من شعبان 1445 هــ
العدد 50132
هو يوم خالد للمصريين جميعا، وفى ذاكرتى لا يضيع، فقد خرجنا فى 9 مارس 1969 من مدرستنا (الخديو إسماعيل الثانوية)، وهى مدرسة الشهيد الراحل عبدالمنعم رياض، إلى ميدان باب اللوق نحمل صوره، والذى خرج جثمانه من بيته (22 أكتوبر 1919- 9 مارس 1969- رئيس أركان الجيش المصرى)، أو بطلنا فى ذلك الوقت، فهو رمز العسكرية المصرية التى لم تقبل الهزيمة، وتفرغت لبناء الجيش، ثم ارتقى شهيدا فى الخطوط الأولى على الجبهة فى اليوم الذى ذهب فيه إلى هناك لتنفيذ خطة تمنع إسرائيل من بناء «خط بارليف» (أول قائد أعلى فى العالم يصاب فى الصفوف الأولى على الجبهة بين المقاتلين)، وقد انتقلت النيران على طول الجبهة بأوامره لتكبد الإسرائيليين أكبر قدر من الخسائر، وتدمر جزءا من «خط بارليف» فى إطار خطط «حرب الاستنزاف» التى شهدت بطولات كثيرة، منها (رأس العش، وتدمير المدمرة إيلات).
لقد كانت جنازة رياض مهيبة، وقد حضرها جمال عبدالناصر، والشعب، فهى لم تكن جنازة عسكرية فقط، وقد كنت حينما أمر على منطقة باب اللوق أرنو إلى شقة الشهيد عبدالمنعم رياض وأقرأ الفاتحة، وأتذكر له أنه وزملاءه الأبطال حققوا انتصار 73 لمصر، وقد كان اختيار الرئيس السادات بعد نصر 73 يوم رحيل رياض عيدا للشهيد من القرارات المستحقة، فهو رمز لجميع شهداء مصر فى كل حروبها، حيث لم يحدث فى تاريخ العسكرية أن القائد العام يتقدم الصفوف إلا هو فقد تقدم بشجاعة، وبسالة، ولهذا لم تكرمه العسكرية المصرية فقط، بل كرمه الشعب كله، حيث لا تخلو منطقة من ميدان، أو شارع، أو مدرسة فى مصر إلا وتحمل اسم الشهيد عبدالمنعم رياض، كما أن تماثيله تزين كل مدارسنا، ومحافظاتنا، ومدننا، ومياديننا اعترافا بعسكريته الفذة، وفدائيته، واستبساله لاسترداد الأرض، وبناء الجيش الذى رفض الهزيمة، وحقق النصر.
وأخيرا، فإن يوم الشهيد هو يوم للذين بنوا وطنا متحررا من الأعداء، كما أنه يوم للخلود، فسلام على عبدالمنعم رياض، ومحمد فوزى.. وجميع شهدائنا فى كل حروب التحرر.. الذين رفضوا، وقاوموا الإرهاب، والتطرف.
