رسالة الأزهر

الثلاثاء 9 من رمضان 1445 هــ
العدد 50142
احتفلت مصر مع الأزهر شيخا، وجامعا، وجامعة بـيوم الأزهر السنوى الذى يواكب ذكرى تأسيس الجامع الأزهر فى السابع من رمضان 361 هجرية- ٩٧٢ ميلادية ( ١٠٨٤ عاما هجريا)، حاملا لغة، وقيم، وسماحة القرآن الكريم، ومنارة العلم.
ينظر المصريون دائما وأبدا إلى الأزهر على أنه مؤسسة فريدة، فهو منبر الدعوة، والرسالة، كما يدين المصريون للأزهر بجزء كبير من المكانة التى تحظى بها مصر فى الأمتين العربية والإسلامية، ولأنهم يؤمنون بأن الإسلام اصطفى مصر، فهم يعتقدون أن أزهرها هو الذى يحافظ على الدين من المتطرفين، كما أنه يحمل لواء نشره فى ربوع الدنيا، وأن علماءه هم الذين يتدارسون المسائل الفقهية، ويخرجون بالفتاوى الصحيحة على مر العصور، ونحن المصريين نعرف مكانة بلدنا، فهى منارة الإيمان، والإسلام، واختارها الله ليكلم نبيه موسى ليسطع نوره فى الوادى المقدس بسيناء لتكون الأرض التى تشع للعالمين بنور صحيح الدين، وقد حافظ علماؤنا على هذه المكانة، فخريجو الأزهر صانوا لسان العرب، وقاموسهم، وعلّموا العرب لغتهم، ودينهم، ومشايخنا هم أصحاب التلاوة القرآنية، وتدبر الدين، فقد صدحوا، وتلوا القرآن الكريم فى مساجدنا، وفوق منابرنا، وهم من تصدوا للأفكار المتطرفة.
إننا نريد من الأزهر مواصلة مسيرته فى الدعوة إلى دين الله بالحسنى، والموعظة الحسنة، والتصدى للفتاوى الغريبة، والشاذة، والقصص التى يرفضها العقل، والمنطق، وهو قادر على ذلك، كما ننتظر من الأزهر فى الألفية الثانية إصدار «وثيقة الأزهر الجديدة» التى تحافظ على الإسلام، والفقه الصحيح، ومقاصد الشريعة السمحة، خاصة أنه من حسن الطالع وجود الدكتور أحمد الطيب فى مقدمة علمائه، فهو واسع الخبرة، وشخصية علمية رفيعة المستوى، ومحيطة بكل التيارات، والذى تكللت جهوده بوثيقة «الأخوة الإنسانية» التى توجت نضاله فى نشر الإسلام السمح الذى يهذب العقول، والنفوس، ويهديها إلى الصراط المستقيم، وسوف نواصل مع منبر الأزهر، الذى خرجت منه المأثورات القيّمة، التسلح بقيم المواطنة، والعصر، فالأزهر لم يكن يوما بيتا للانغلاق، ولن يكون أبدا بيتا للتطرف، بل تحت راياته عرفنا مكارم الأخلاق، ولغة العصر الذى نعيشه.. تحية للأزهر شيخا، وجامعا، وجامعة.
