ما بعد حرب المسيرات

الثلاثاء 7 من شوال 1445 هــ
العدد 50170
من يريد حربا إقليمية فى الشرق الأوسط فيجب عليه أن يراجع رؤيته، وتوجهاته من كل الأطراف (عربية، وإقليمية، وعالمية)، لأن الحرب تضر بكل مكونات هذه المنطقة، بل تدفع باستقرارها إلى الانهيار الشامل، وهذا ليس فى مصلحة أحد على الإطلاق، كما أننا لا نريد لأى طرف أن يتضرر، سواء كان إيرانيا، أو تركيا، وقطعا كل بلداننا العربية.
نحن ندرك أن حل القضية الفلسطينية (أسمى أمانينا) لن يكون إلا باتفاق الطرفين المباشر (فلسطين والاحتلال الإسرائيلى) دبلوماسيا، وبمساعدة العرب، بل الأطراف الإقليمية التى يهمها الحل وليس الاستفادة من الأزمات.
لكننا مازلنا نرى الأطراف الإقليمية لها أهداف أخرى، وهى التدخل فى الشأن الداخلى العربى بأساليب عديدة، بل وتصدير ثوراتها، أو رؤيتها، للبلدان العربية التى تعانى، بل محاولة تكوين ميليشيات داخلية للسيطرة على الحكم الداخلى.
إن أزمة حرب الاحتلال الإسرائيلى على غزة مخيفة، وخطيرة، وضربت استقرار الشرق الأوسط (إلى حد بعيد) فى مقتل حقيقى، كما أن انزلاق إيران إلى الحرب مباشرة بعد الضربة التى لاحقتها فى سوريا، وضرب إسرائيل قادة الحرس الثورى تطور ويجب عدم التقليل من شأنه على الإطلاق، وما جعل هذه الأحداث الصعبة تمر فى حدها الأدنى هو وجود الحزب الديمقراطى الأمريكى فى الحكم، فهو لا يشجع الحروب الشاملة للتوجهات اليسارية داخله، ولكم أن تتخيلوا أن وجود الجمهوريين، أو ترامب، هناك كان سيشجع هذه الحرب الإقليمية لأقصى مدى ممكن، ولعل من التقط ذلك هم الأتراك وتنبيههم الإيرانيين بعدم اتساع رقعة الصراع لمصلحتهم المباشرة، وأعتقد أن الإيرانيين قرأوا الصورة بوضوح، وعن بعد، وعالجوا الضربة الموجعة التى لحقت بهم، وبالحرس الثورى، بكثير من الحصافة، والرؤية، ولعل ذلك يكون مؤشرا للمستقبل لكى تمد إيران يدها لمساعدة دول المنطقة فى إدارة القضية الفلسطينية بما يؤدى إلى عودة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، وأخيرا، أسأل الله أن يجنب منطقتنا الأزمات، والحروب المنتظرة.
