المصريون والصوماليون يُحَلِّقون

الثلاثاء 29 من صفر 1446 هــ
العدد 50310
الزيارات المتبادلة لكبار القادة، والمسئولين بين مصر والصومال، وبناء علاقات سياسية، وعسكرية، واقتصادية بين البلدين بشكل استراتيجى- من الأعمال التى تسعد الشعبين، ولها مفعول السحر فى هذه المنطقة المهمة بإفريقيا، والبحر الأحمر، والعالم، لأن ما بين مصر والصومال كبير جدا عبر التاريخ، لدرجة أن المصريين القدماء، والصوماليين المعاصرين يعتبرون أن الحضارة الفرعونية امتداد واحد بين البلدين قبل أن تجمعهما المنطقة العربية، والدين الإسلامى، وكلمة المصرى هناك تصل إلى درجة التقديس والثقة، فهى كلمة بالنسبة للصوماليين تفتح الباب للحلول وليس المشكلات، لأنهم يدركون تماما أن مصرعبر التاريخ كانت، وستظل، مركزا للاستقرار، ومساعدة الصوماليين، وليس لها أطماع مثل بعض المحيطين بالصومال أعتقد أن الزيارة الأخيرة لرئيس جمهورية الصومال ، وتلتها أمس زيارة رئيس الوزراء، وزيارات وزراء الخارجية والاقتصاد فى البلدين- لها مفعول السحر لتحقيق الاستقرار فى القرن الإفريقى، وفى هذا الإطار فقد أعجبنى تعليق صومالى يقول إن «طائر الكركى واسع الانتشار فى الصومال وإفريقيا، بل هو علامة للقرن الإفريقى- يحلق من جديد على تلك المنطقة الإستراتيجية»، فى إشارة إلى أن المصريين والصوماليين يُحَلّقون على القرن الإفريقى لحمايته من الإرهاب، والأطماع. إن الدعم العسكرى المصرى للصومال هو لحفظ السلام، وحتى لا تكون هناك مرحلة من الفراغ العسكرى للجيش الصومالى بعد انتهاء مهمة قوات حفظ السلام مع نهاية العام الحالى، ولذلك فإن أى محاولة للنيل من سيادة الصومال على أراضيها من بعض دول الجوار ليس لها محل من الإعراب بعد التطورات، والبناء الكبير، والإصلاحات الصومالية التى تحظى باحترام العالم، والمتغيرات الإقليمية تفرض أن تعيد مصر رؤيتها لمنطقة القرن الإفريقى، والبحر الأحمر تحديدا، والحفاظ على وحدة الصومال فى مواجهة الأطماع، خاصة ممن يريدون اقتطاع أرض الصومال من الجسم الأم لإقامة قواعد بحرية، والتوسع هناك، ولذلك فإن مصر والصومال تُحلّقان لحماية القرن الإفريقى من الإرهاب، والأطماع الخارجية، ودعم الاستقرار للقارة الإفريقية، وهذا ما يجب أن تفهمه إثيوبيا، وأن تدرك أن المنطقة مهمة للجميع، وأن تتخلى عن أطماعها فى أرض الصومال، وأن تتعامل مباشرة مع الأعراف الدبلوماسية وليس بسياسة فرض الأمر الواقع، سواء فى البحر الأحمر أو وادى النيل.
