حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

أزمات متشابكة..!

يجب أن ينتبه المصريون مع بداية العام الجديد إلى أن الأزمات فى المنطقة متشابكة إلى حد كبير، ويكاد يربط بينها خيط رفيع، إن لم تكن مؤامرة واحدة.

على سبيل المثال فإن غزة سوف تتحول إلى حرب، وأزمة مزمنة على حدود مصر، كما أن الأوضاع فى السودان أصبحت متشابكة معها، وقضية ملء وتشغيل سد النهضة فى إثيوبيا ليست بعيدة.. كل تلك الأزمات يكاد يقول المتابع لها إنها أزمات متفرقة، فى حين أن الخيط الرفيع الذى يجمع بينها بالنسبة لمصر كبير، وواحد تقريبا، رغم خصوصية كل منها، وتفردها، فمثلا التعنت الإثيوبى ليس وليد اليوم، بل هو مستمر منذ التفكير فى بناء السد المزعوم النهضة عام ٢٠١١، وهو عام الفوضى فى بلدنا، بل إن من المراقبين من يرى أن إثيوبيا تستغل لحظات انشغال الدولة المصرية بتحديات داخلية حينا، أو وجود تهديدات خارجية أحيانا أخرى كى تحقق ما كانت لا تستطيع إنجازه فى الأوقات العادية، وهى أساسا لم تعلن فكرة بناء السد، كما تزعم، إلا فى عز انشغال المصريين بأحداث، وتطورات ما يعرف بـ ٢٥ يناير ٢٠١١، وقد جربت فى ذلك كل أنواع المماطلات، وظلت تعمل على ذلك إلى أن أصبح السد أمرا واقعا!

أعتقد أن إثيوبيا استفادت مما يحدث فى السودان، وفيما يتعلق بغزة، فلا أحد يغفل العلاقات الإثيوبية ــ الإسرائيلية المتميزة منذ عقود، وقد زادت عمقا بمحاولة جعلْ كل طرف منهما الآخر يكسب على حساب مصر والسودان خصوصا، والعرب عموما، ولذلك يجب أن ندرك أن انشغال مصر والعرب بالهجوم على غزة، والتصدى للمحاولات الإسرائيلية تصفية القضية الفلسطينية، وتهجير سكان غزة إلى سيناء.. كل ذلك يصب تماما فى مصلحة أديس أبابا، ويجعلها تكسب وقتا إضافيا يُمَكنِّها من تعلية السد، واستمرار التخزين بلا ردود مصرية ــ سودانية قوية.

لقد كان وقف المفاوضات المصرية مع إثيوبيا ردا واضحا مع نهاية عام ٢٠٢٣ ، وهو أن نفطن جميعا إلى ما يحدث فى أعالى النيل، ولكننا سنتحرك على الصعيد نفسه الذى لعبت فيه إثيوبيا وقامت ببناء تحالف من دول مؤثرة تساعدها فى تنمية أطماعها فى النيل الأزرق، ومصر قادرة على كشفه، ومواجهته.. والأيام المقبلة ستحمل الكثير.

بواسطة
الأهرام
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى