حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

القرصنة فى القرن الإفريقى!

نشاط القرصنة ليس جديدا على عالمنا، فهو يزدهر عندما تغيب الدولة، وتنتشر الميليشيات، وقد توقف مع ازدهار دول المنطقة فى القرن العشرين، لكن القرصنة فى القرن الجديد لها أشكال مختلفة، حيث تظهر فى دولة عندما يتم اغتصابها من شعبها، أو تحاول دولة ما استغلال مناطق الضعف، وغياب القوانين الدولية للاصطياد فى الماء العكر، ولا يلجأ للقرصنة شعوب متحضرة، أو دول مستقرة . فمثلا بعد الحرب الأهلية الصومالية، وتفكك الدولة هناك فى التسعينيات انتشرت القرصنة بالقرن الإفريقى، وها نحن نراها الآن تعود مع حرب الاحتلال الإسرائيلى على غزة، وطموح إثيوبيا غير مشروع فى الصومال، مستغلة ما يحدث فى البحر الأحمر من منع السفن المتجهة إلى إسرائيل، وذلك عندما بدأ القراصنة يَهجمون على هذه السفن، ويؤثرون فى حركة الملاحة العالمية، وعندما اكتشفت بعض الدول الإقليمية التى تستغل القراصنة أن هناك جيوشا عالمية أصبحت فى البحر الأحمر عاد قراصنة الصومال الذين استغلوا اتفاقية إثيوبيا وصوماليلاند لعمل اهتزاز فى البحر الأحمر والقرن الإفريقى، وهى الحرب الجديدة التى تلوح فى الأفق. لقد ألقت أديس أبابا المثيرة للقلاقل فى الداخل مع التيجراى ومكونات المجتمع الإثيوبى- حجرا فى بركة ساخنة فى الأصل بتوقيعها مذكرة للاستحواذ على حصة غير محددة فى ميناء «بربرة» الواقع فى إقليم أرض الصومال لتفجر خلافا قديما متجددا مع جارتها الشرقية دولة الصومال، التى أعلنت رفضها الاتفاقية، وسحبت سفيرها من أديس أبابا. إن إثيوبيا لا تحل مشكلاتها إلا بالحروب، وتهديد الآخرين، فهى دولة حبيسة، وتبحث عن منفذ بحرى على البحر الأحمر، وتعتمد حاليا على ميناء جيبوتى المجاورة لها فى نحو ٩٥٪ من تجارتها البحرية، وحاولت مع إريتريا، والسودان، وكينيا لاستخدام موانيها، لكن محاولاتها لم تنجح لأنها تتسم بالعنصرية، والإملاء، ولهذا يجب على المجتمع الدولى معاقبة إثيوبيا التى تستغل المناطق الرخوة فى العلاقات الدولية مثل النيل، والبحر الأحمر، والقرصنة، وتهدد دول النهر والبحر معا، كما يجب منع هذا النوع من القرصنة، لأن إثيوبيا الآن لم ترتدع، ولكنها تأخذ إسرائيل التى تحاول الاستيلاء على غزة قدوة لها.

بواسطة
الأهرام
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى