مقالات الأهرام العربى

الفروسية أرض الحضارات وفارس القرن

تحتضن أهرامات الجيزة اليوم السبت 21إبريل2001حدثا فريدا ومميزا، سوف يظل خالدا فى تاريخ الرياضة والثقافة والعلاقات العربية ـ العربية، حيث ينطلق فرسان العرب فى سباق »الأهرام العربى الثانى للقدرة والتحمل« يقودهم فارس القرن الفريق الركن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولى عهد دبى وزير دفاع الإمارات.

والحدث ذو أبعاد رباعية لا تخطئها العين، فهو

أولا المكان، حيث ينطلق من أرض مصر الطاهرة، وفى عصر قائدها المحبوب الرئيس حسنى مبارك الذى يرعى تقدمها ويفتح الآفاق أمام نموها وتطورها فى كل المجالات وأبعاد المكان تحتل قيمة تاريخية، حيث يجتاز السباق مسافة 120كيلو مترا فى أهم بقعة تاريخية تحمل الحضارة الإنسانية كلها، وهى المنطقة الأثرية فى الهرم، التى جعلت من مصر أول درس فى التاريخ لكل طلاب العالم، فالسباق يمر بالأهرامات الثلاثة خوفووخفرع ومنقرع، معجزات الدينا، ويطل عليها تمثال أبوالهول حارس الحضارة، ثم يتجه جنوبا تجاه أهرامات سقارة، مرورا بأهرامات أبوصوير، ثم يتجه ليشرف على أهرامات دهشور، ثم يعرج شرقا للالتفاف حول مصطبة فرعون، ثم شمالا ليصل إلى غرب الهرم المدرج، وفى العودة يقف أمام أهرامات أبوصوير، ويمر أمام معبد الشمس، وكأنه يحكى قصة الحضارة.

ثانيا الفرسان. هم نجوم العرب وحماة رياضة الفروسية، وحاملوا الدعوة لسباقات القدرة والتحمل للخيول العربية الأصيلة، لتكون رياضة عربية أوليمبية يتسابق عليها وحولها العالم.

هم الشيخ محمد بن راشد، الذى أصبح علامة بارزة للإدارة الحديثة، ويسير على نهج الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان فى الاتجاهات العروبية، ويتبنى الأصالة العربية، ويصنع من دبى مدينة عصرية للعلوم والتكنولوجيا والاتصالات والازدهار الاقتصادى، ودوره الرياضى وقيادته للفروسية لا يقل عن دوره السياسى والاقتصادى فى الإمارات، ذلك الدور الذى جعله شخصية عربية بارزة، وجوده فى الحدث يرفع قيمته وقدره، فماذا يكون الموقف؟ هو الفارس الأول، بطل سباق »الأهرام العربى الأول« فى العام الماضى، وكذلك فرسان الإمارات الشيوخ أبناء الشيخ زايد بن سلطان رئيس دولة الإمارات العربية وحكيم العرب، وهم الشيوخ هزاع ومنصور وطحنون، ويشارك من فرسان الإمارات الشيوخ مكتوم وراشد وحمدان وأحمد وماجد أولاد الشيخ محمد.

ثالثا الحدث نفسه هو سباق فروسية يتبارى فيه الحصان العربى، أحد الرموز الخالدة للثقافة العربية. الخيل معقود فى نواصيها الخير، التى أوصى به رسولنا صلى الله عليه وسلم خيرا، كما قال عمر بن الخطاب »علموا أولادكم الخيل«، والذى أصبح رمزا للرجولة والفروسية والعسكرية العربية عبر العصور فى سباق للقدرة والتحمل يحمل معانى عديدة، فهو رياضة مميزة حقيقة، فهى تكشف عن معدن الفارس وتحكمه فى حصانه، بل وفى الزمن والأرض، وتبرز حب الإنسان للحصان، لأن الفائز دائا هو من يحمى فرسه، ويحس بنبضه، ويعايش جواده كأنه قطعة من جسمه، فهى الرياضة الوحيدة التى يصبح فيها الفارس والجواد شريكين، بل جزءا واحدا يصنع ملحمة الإنسان، ويصل إلى خط النهاية فائزا أيا كان الزمن، فالمهم هو المشاركة وحماية الحصان، والقدرة على التحمل إلى النهاية بثبات من البداية.

وأخيرا ورابعا فهم أصحاب الحدث وورعاته، ومؤسساتنا العريقة »الأهرام« ومجلتنا الطموحة الوثابة »الأهرام العربى« التى أصبحت اسما على مسمى، أضافت لمؤسستنا بعدا يحمل هويتنا وثقافتنا، لتصبح الأهرام العربى، ونحاول جاهدين أن نترجم سياسة رئيسنا إبراهيم نافع فى الدفاع عن عروبتنا وثقافتنا وبلادنا بلغة هادئة عاقلة جعلت من الهدوء ثورة حقيقية فى عالم الصحافة والتطور المهنى للإعلام الحديث الذى يدخل كل مجال ويحقق نجاحات مستمرة ودائمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى