من أجلك أنت

الأحزاب الكبري.. صاحبة الشعبية والرصيد الكبير.. مناط الأمل.
والرغبة في العمل الجاد..لتحويل الآمال والطموحات لدي الشعب.. إلي حقائق ملموسة في حياة الناس.. في فرص العمل.. في رفع مستوي المعيشة.. في جودة الحياة عبر توفير الخدمات.. في الصحة والتعليم للوصول إلي المواطن الذي نأمله منافسا في كل المجالات. وعلي المستوي العالمي.. وعبر هزيمة الفقر في كل قرانا.. بل في تجمعاتنا السكانية في الريف والمدن.. وعبر القضاء علي العشوائية في حياتنا.. وفي بنائنا..
لم تعد الحياة السياسية خطبا رنانة أو جوفاء بلا معني أو إحساس..
بل بمضمون علمي ومنهجي منظم ينتقل من نقطة إلي أخري.. ومن عام إلي عام بمضمون أكثر عمقا او رؤية لمستقبل مصر, وللدور الوطني والمواطن.
كانت رؤانا, ونحن نتابع تجهيزات لجنة السياسات, عقل الحزب الوطني الديمقراطي وهي تعد لمؤتمره السنوي الجديد, أنه أصبح قادرا علي أن يقول لمواطنيه.. وبدقة أكثر لناخبيه:
لقد كنا معكم لم نخذل أصواتكم أو ثقتكم, بل عملنا علي أن نواصل الحفاظ علي هذه الثقة للسنوات المقبلة..
لم نعمل من أجل أصواتكم فقط, فقد كانت أصواتكم تفويضا لنعمل معا من أجل بناء وطن مستقر, ومن أجل بناء مصر التي نعرفها.. وطنا للزراعة والصناعة معا.
إن مصر وطن يحافظ علي هويته العربية والإسلامية ودوره في محيطه وعالمه.
وطن مستقر رغم اضطراب العالم من حولنا.. وطن يعمل للسلام رغم أن المتطرفين والإرهابيين لا يتوقفون..
وطن يواصل النمو والتطور رغم الأزمات العالمية الاقتصادية والغذائية.
مصر وطن قادر علي حماية أبنائه ومواطنيه في كل المجالات, ونحن نتابعها الآن وهي تواجه الأزمات الفيروسية والصحية التي تنتاب العالم.
سياسة مصر الاقتصادية تضع نصب أعينها محدودي الدخل والفقراء والبعد الاجتماعي في قمة أولويات سياساتها. فلا عمل اقتصاديا دون إعداد شبكات الأمان للفقراء في الريف والمدن, والموازنات تخصص في هذا المجال, والخدمات من المياه والصرف الصحي تذهب لهذه التجمعات.
الحزب الوطني قادر الآن بعد مرور4 سنوات علي إطلاق برنامجه في الانتخابات الرئاسية وانتخابات مجلس الشعب, أن يقول, بكل ثقة ويقين, إن كل ما تم كان من أجلك أنت شعار يطلقه الحزب الحاكم يثير حوله كلمات كثيرة, بل سيكون محورا لنقد المنتقدين, فكثير من الخدمات التي قدمت عبر السنوات الماضية لم يصل إلي البعض منا. وهناك الكثير من التساؤلات, ولكن الحزب بلجانه وأماناته يبدو جاهزا, فقد حقق أكثر من80% من برنامجه الانتخابي, بل زاد عليه عندما قدم30% أجورا إضافية للعاملين, وعندما وضع ميزانية إضافية15 مليار جنيه لمواجهة الأزمة الاقتصادية, ويستعد لمطالبة مجلس الشعب بـ10 مليارات جنيه أخري للمياه والصرف الصحي للقري والمدن والتجمعات الأكثر فقرا واحتياجا لخدمات ودعم الحكومة في وقت الأزمة.
الحزب الوطني مستعد ليقول, وعنده الكثير ليطرحه, فهو يملك رؤية متكاملة لتحديث مصر وتطوير سياستها واقتصادها.
.. سيتكلم في مؤتمره المقبل في السياسة.. وسينتقل إلي بناء اللامركزية.
.. سيتكلم في موازنة التنمية البشرية بشقيها: الصحة.. عبر التأمين الشامل علي كل المصريين, والتعليم.. بتطوير المدارس والتعليم الجامعي.
12 موضوعا طرحها أمين السياسات جمال مبارك لم تغفل شيئا جوهريا يحدث أو سيحدث في مصر.. ليس بمجرد الكلمات, ولكن بأوراق للسياسات, وضعتها عقول مصرية تعرف وتدرس بدقة نبض الوطن.
لم تكن كلمات أمين السياسات أو أوراقه خالية من نبض الشارع, فهي أوراق سياسات الحزب الوطني, والحزب بدوره وضعها في الشارع وبين الناس. ولا ننسي ما ذكره الأمين العام للحزب صفوت الشريف أن أمين السياسات كان دوره بين الناس وفي الشارع واضحا… خاصة ما يقوم به في مشروع مكافحة الفقر في1000 قرية, وهو المشروع الذي يغير الخريطة, بالاستهداف المباشر للمواطنين الأكثر حاجة. وهي النقطة الأكثر تركيزا في مؤتمر الحزب الوطني السنوي, ألا وهي الجوانب الاجتماعية ومكافحة الفقر, وقد راعت ذلك موازنة العام الحالي.. وموازنة العام الجديد ستضعها في قمة الأولويات تمويلا وتشريعا.
……………………………………………………….
كان أعضاء الحزب الوطني مباشرين وقادرين علي التعبير عن جماهير حزبهم في مناقشات مثمرة بين القيادة والكوادر, خاصة عندما تحدث الأعضاء بذكاء وقدرة, وأخص بالذكر حسين حجازي وعبدالرحيم الغول عندما تحدثا عن الفلاحين وقدرة الزراعة في مصر وحاجة الوطن والإنتاج الزراعي إلي سياسة سعرية تحافظ علي قدرة مصر في تنمية الزراعة في المحاصيل الرئيسية مثل الأرز والسكر والقطن, والعلاقة بين الزراعة والري. وكان جمال مبارك محددا عندما طالب المنتجين بالاهتمام بالبعد الاستراتيجي لاستخدام المياه في مصر, فهي حاجة استراتيجية لا يمكن إغفالها مع تزايد النمو السكاني, حيث مازالت السياسة الخاصة بتنظيم الأسرة قاصرة عن مراعاة ظروفنا الاقتصادية والاجتماعية.
إن قضايا الوضع الراهن وقضايا المستقبل تتصدر أجندة الحزب الوطني في مؤتمره المقبل.
فوضعت الطاقة بكل أشكالها: النووية والرياح والشمس, محورا للحديث والاهتمام, لم يغفل أعضاء كثيرون الحديث حول المستقبل, خاصة إلي ما بعد الأزمة الاقتصادية, جميعا تكلموا خاصة د. يمن الحماقي حول دور الجهاز المصرفي.. ومحمد أبو العينين حول ما بعد الأزمة الاقتصادية, كيف نرسل رسائل للمستثمرين في كل مكان لكي يأتوا إلي مصر. وتكلم د. علي لطفي عن عدالة التوزيع والعلاقة بين معدلات النمو وتوزيعها. وتكلم د. جمال حماد عن تدني الأجور وظاهرتي العنف والمطالبة بتعديل فائدة الضرائب لكي نحمل الأغنياء أكثر.
كثيرون تحدثوا ولمسوا الحقائق والسياسات, وأعضاء الحزب قادرون, كما طرح منصور عامر, تطوير الحياة السياسية, التي أصبحت منهجية وليست عشوائية, عبر ساعات عمل طويل, وتخطيط سياسة نزلت إلي الشارع.
ولعلنا نتذكر أن أول خطوة علي هذا المسار كانت برنامج الرئيس مبارك الانتخابي الذي أصبح مرجعية للحكومة والحزب والشارع, يمكن القياس عليها ومتابعتها بدقة عبر كل وظيفة أو فرصة عمل تتوافر في مصر, وعبر كل مدرسة ومستشفي وطريق وكوبري يشيد في بلدنا.. وعبر كل محطة كهرباء أو محطة مياه نصل بخدماتها للمواطنين.. وعبر كل تطوير يتم في حياة الناس. أي تطور مادي أصبح حقيقة يمكن قياسها. أي تطور سياسي نلمسه ونحدثه في حياة الناس وتطلعاتهم للحرية والاستقرار ومستوي أفضل للمعيشة والحياة.
ولا نغفل التطور الذي اختتم به جمال مبارك حديثه أمس أنه آن الأوان لتهتم الحكومة بكل الجوانب التي تحقق الصالح العام للمصريين, ولا نغفل الجوانب السياسية والثقافية, خاصة للمصريين العاملين بالخارج ورعايتهم, والاهتمام بالقضايا المتعلقة بالكتاب والنشر لتعود لمصر ريادتها في هذا المجال, والاهتمام بصناعة السينما والدراما وحل مشاكلها.
والاهتمام بحفظ الوثائق وتاريخ المصريين وحركتهم في الحياة عبر الأزمان, مركزين ليس علي الجوانب التنظيمية أو الاستثمارات فقط, ولكن علي الجوانب الأكثر عمقا في فلسفة الرؤية والتوجيهات.
……………………………………………………….
نشير إلي كل هذه الجوانب المنهجية والسياسات المستقبلية للحزب الوطني صانع السياسات والمسئول عن مستقبل مصر السياسي وتطورها الاجتماعي. فالحزب الوطني هو صاحب السياسات التي تطبقها حكومته علي مستقبل مصر.
فنشير بأمانة إلي أنهم اجتازوا بنا الصعب من الأزمات والكوارث العالمية, وحافظوا علي معدلات النمو, ولم يتوقفوا أو تعجز عقولهم عن المواجهة, فتحملوا المسئولية فآن لهم أن يكون العامان المقبلان2010 و2011 هما عامي الحصاد.
عامان للحصاد في الشارع السياسي لتقول لهم مصر وشعبها: لقد أبليتم فأحسنتم واستطعتم تجاوز الأزمات رغم صعوبتها وشدتها.
وآن لكم أن تحصدوا حب الوطن وشعوره بأنكم تقودونه نحو الطريق الصحيح بالسياسات الواعية.. وأنه بكم ومعكم تحصدون المستقبل.
