خوارزميات خبيثة..!

الأحد 8 من ربيع الأول 1447 هــ
العدد 50672
خافوا من التكنولوجيا المتطورة، فما تعرضت له «جوجل»، يجعلنا نعيد التفكير مرة، ومرتين، حيث سقطت تلك الإمبراطورية المعقدة فريسة فى قبضة القراصنة (موظف واحد أخطأ وسلم بيانات 2٫5 مليار مستخدم لمجموعة محترفة من القراصنة)، والأخطر أنها مشهورة فى أوساط التكنولوجيين، وهى «شاينى هانترز»، والتى ذاعت شهرتها منذ 2019 عندما سرقت بيانات عشرات الشركات حول العالم، من بينها مؤسسات أمريكية، وبيعت هذه البيانات على الشبكة المظلمة الأخرى الشهيرة (دارك ويب). جوجل المخترقة، والتى أحدثت انفجارا فى عالم الميديا العالمية والمعلومات، مازالت تصرخ، ولا مجيب، أن: كلمات المرور (باسوورد) لم تمس، لكن الواقع يقول إن البيانات متداولة، والأكثر خطورة أن محتالين يتنكرون فى زى موظفى الشركة لاصطياد كلمة مرور، أو سر شخصى، وبينما الشركة تدرس يواجه «جى ميل» هذا النزيف الرقمى، حيث هناك على الطاولة صفقات بمليارات الدولارات، فشركة «ميتا» اختارت «جوجل» شريكا للحوسبة السحابية بصفقة تجاوزت العشرة مليارات دولار، وأعتقد حين يتحول الأمن السيبرانى من خدمة تجارية إلى سلاح «جيو سياسى» تتحول القضية من حادثة قرصنة إلى اختبار لقوة الولايات المتحدة الرقمية نفسها، وحدود الثقة فى الاقتصاد السحابى، وبحسب المعلومات المتوافرة فقد حصل القراصنة على كم هائل من الملفات التجارية، وإذا كانت «جوجل» لم تتأثر بالهجوم، فإنها تركت المشتركين، لمصيرهم، لأن المهاجمين بدأوا فى استغلال البيانات المسروقة لتنفيذ مكالمات هاتفية، ورسائل بريد خبيثة، بهدف الإيقاع بالمستخدمين، وسرقة كلمات المرور الخاصة بهم. وأخيرا، كان من المتوقع أن تعزز التطورات التكنولوجية المتسارعة المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعى اللامحدود الأمن السيبرانى، لكن حدث العكس، وتسببت التقنيات فى تعقيد التهديدات السيبرانية، بل تطورت البرامج الخبيثة، وبرز مفهوم الذكاء الاصطناعى المظلم، ولذلك انتظروا عالما مخيفا قادما، حيث الحادث الأخير يكشف أن المهاجمين محترفون، وأن جماعات القراصنة ستتفاقم، وأن النماذج الذكية يمكنها إنتاج برمجيات خبيثة، لكنها تحتاج إلى تعديلات يدوية لتجاوز أنظمة الحماية، ومستقبلا ستبرز نماذج قادرة على إنتاج برمجيات خبيثة متقدمة بشكل تلقائى دون تدخل بشرى، وقد تتحدى أقوى نظم الحماية والأمن.
