أنيس منصور.. فاكهة الصحافة

السبت 3 من ذي الحجة 1443 هــ
العدد 49516
من منا لا يبحث عن مذاق، وطعم الفاكهة، وثمراتها بعد كل طعام، ويظل مذاق الطعام الجميل لا يضيع، وباقيا فى عقولنا، أولًا قبل حواسنا الأخرى، والكتابة عن هذه الأطعمة المهمة ليس لتغذية الجسم، ولكن لتغذية المحرك لحياتنا (العقل). لسنوات طوال كنا، ومازلنا، نبحث، ونتذوق طعم، وكتابات أنيس منصور، وظللت دائما عندما أقابله أردد: أهلا بفاكهة الصحافة، أهلا بصاحب تفردنا، أهلا برمز تميزنا، وأجمل ثمراتها.. أنيس منصور حلو المذاق، والمتعة الكاملة، وصاحب المواقف.. كلماته متفردة.. تتفوق على السهل الممتنع، وترتقى إلى السهل الجميل.. تذوب مثل الشيكولاتة، بل أسرع نحو العقل، رحل عن عالمنا فى ٢٠١١ ، وترك فراغا لا يُملأ، نبحث عنه، أو نظيره، فلا نجده، فلنذهب إلى عالم كتبه البديع، الوارف، والرائع، التى تجاوزت ٢٠٠ كتاب، وعلينا أن نبحث عنه شخصيا لنعيده من جديد لتستقيم حياتنا، وتنتهى متاعبنا.جمله متماسكة، لا تُخطئها العين، خرجت طازجة من عقله، وفكره وحده، من أجل أن تقرأها فتحس وتدرك أنها كُتبت لك وحدك.. فأى عبقرية هذه؟.. كيف يحدث ذلك وهو يكتب للجميع عامة، ولا يخصص لكل منا (عمودا)، أو رسالة مختلفة؟ّ!. تلك هى عبقرية أنيس المتفردة، يكتب رسالة واحدة تخص كلا منا فردا فردا، وتجمعنا معا، إنه أسطورة ذهب للعالم ووضعه تحت أطراف أصابعنا، ظل كتابه: حول العالم فى ٢٠٠ يوم وبلاد الله خلق الله الأشهر لدى الجميع، المتخصصين والعامة، حتى الفلاسفة والعباقرة من كل بلاد الدنيا، الأوروبيين، واليابانيين، والهنود، أهل الشرق والغرب، المحدثين والقدماء، جعلهم على أفواه العامة، لم تعد الفلسفة والحكمة مع أنيس مقصورة على الجامعيين والأساتذة، بل أصبحت موضوعا شعبيا لكل من يقرأ الصحف.
أنيس منصور فى السياسة هو العالمى الذى كتب الأسرار، وسبر غور أنور السادات (صانع الحرب والسلام).. حاور كبار العقول والفلاسفة فى أمريكا، وأوروبا، وإسرائيل، والمستشرقين، وكان خبرا سعيدا للصحافة، ونعتقد أن أهم أسفاره وكتاباته لم تظهر بعد، وأنها فى طور الإعداد حتى تكون مؤهلة لتكون حدث العام عند ظهورها، لما تحمله من أسرار، وتحليلات تفوق الوصف. أنيس منصور حديقة أفكار، ومتعة للقراءة.. رحم الله صاحب المواقف، وجزاه كل خير.
