الصناعيون الجدد..!

الثلاثاء 7 من ربيع الثاني 1444 هــ
العدد 49638
تزامن مع تدشين برنامج الإصلاح الجديد مرور ١٠٠ عام على تأسيس اتحاد الصناعات المصرى، كما أن الذكرى حلت فى الوقت الذى كان ذهن الناس فى مصر مشغولا بتطورات سعر الدولار بالنسبة للجنيه، وهى تطورات حيوية بالنسبة لجميع المصريين، لأنه، ولسنوات، سوف يظل الدولار مهمًا لكل الصناع، وأصحاب المصانع لاستيراد احتياجاتهم، وللعاملين المصريين بالخارج (المورد الرئيسى للدولار للاقتصاد المصرى)، فهو مصدر رزقهم، وأسرهم من التحويلات، وارتفاع، وانخفاض سعر الجنيه يؤثر فى مداخيلهم، وقوتهم الشرائية، وكذلك الدولار سوف يظل مؤثرا على حركة الأسعار لمختلف السلع، لأن بلدنا مستورد كبير لاحتياجاته لسنوات مقبلة، حتى نتخلص من عقدة الاستيراد، وتكون مصر قادرة على إنتاج كل احتياجاتها، ومازلت أعتقد أننا قادرون على ذلك ولكن بخطط حاسمة لزيادة الإنتاج، والاعتماد على الذات، ولعل من حسن الطالع أن الاحتفال بالصناعيين الجدد جاء تحت رعاية، وحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى وضع الصناعة فى مرتبة متقدمة فى سُلم أولويات اقتصادنا المصرى.
ولعل افتتاح الرئيس، قبل أيام، المؤتمر الاقتصادى، وتنفيذ مقرراته- إشارة إلى كل الصناعيين أن تقف البنوك إلى جوارهم، وأن الدولار لن يكون حجر عثرة فى توفير احتياجاتهم للصناعة، وكذلك مصنع «الرمال السوداء»، الذى يحول رمال مصر إلى كنز يوفر مستلزمات الإنتاج اللازمة للكثير من الصناعات الإلكترونية المتقدمة، يشير إلى أن مصر تتجه بكل طاقتها إلى التصنيع، وحشد الموارد. لقد كان شباب الصناعيين، خلال الاحتفال بالصناعة المصرية، حاضرين عبر مبادرة أبدأ، ومشاركة الحكومة، ومؤسساتها لهم حتى يشعروا بالاطمئنان، وسيؤدى ذلك إلى ظهور ١٠٠ مصنع سنويا، هذا بالإضافة إلى الرخصة الذهبية التى تقضى على البيروقراطية، والمعوقات أمام المشروعات الجديدة.
مما سبق يتضح جليا أنه قد حدثت ثورة فى عالم الصناعة ستؤدى تدريجيا إلى أن تكون مصر مصدرا كبيرا، وتُغطى احتياجاتها، ووقتها سنجد أن أزمة الدولار، وسعر صرف الجنيه، الذى يتجه إلى الهبوط المستمر أمامه، تختفى، وتلك مرحلة جديدة فى اقتصاد مصر نتطلع إليها، والأهم أننا نعمل من أجلها.
