2022حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

فريد الديب..!

الخميس 9 من ربيع الثاني 1444 هــ
العدد 49640
اسم، وظاهرة إنسانية أظهرت مكانة فذة فى مهنة المحاماة، وعالمها الصعب.

إنه فريد الديب (المحامى)، الذى طوى تاريخا عريضا فى مهنة إنسانية غالية على العدالة، وحياة الناس، ومؤثرة فى مسارهم الإنسانى، خاصة فى مضمار العدالة، وعودة الحقوق.

سحب الرجل أوراقه بعد ٥ عقود من التوهج، ورحل بعد أن سجل بصمة رائعة فى هذا المعترك العريق، وحمل تاريخا مهنيا يَصعب أن يتكرر. حياة كل إنسان، خاصة عندما تكون ناجحة – تؤثر فى الآخرين، وتجعلنا نحتذى بهم، ونتعلم منهم، باعتبارهم نماذج، أو قدوة للآخرين، وتتركز الصورة، وتتبلور خاصة عند الرحيل، فهى بالنسبة لى من الأحداث المهمة بعد أن يُغلق الملف الذى يجب تسجيل الرأى فيه، أو رصد الجانب الحيوى، والمؤثر فى حياة الآخرين.

كنت أتابع الديب وهو يحقق العدالة للمشاهير، والقادة عندما تقدر الأيام ويصبحون أمام القضاء، فقد كانوا فى حاجة إلى مكانة محامٍ رفيع مثله حتى يصلوا إلى العدل، ولعل قضية القرن التى مثَّل فيها فريد الديب القضاء الواقف سوف تُخلِّد قيمة هذا المحامى الذى فند الاتهامات، وأعطى رئيس حكم مصر حقه فى العدل، والتقاضى.

فريد الديب جعلنى أشعر فى قضية الرئيس الراحل حسنى مبارك بالأمان، وأن كل مصرى من حقه أن يصل أمام قاضيه الطبيعى إلى العدل، ونجح الديب، والقضاء المصرى فى أن يجعلانا نطمئن على مستقبل مصر، ولا نخاف من الاتهامات الجزافية، لأننا نملك قضاء، ومحامين.. وهكذا كان هناك طابور من المشاهير، ونجوم المجتمع حصلوا على الحقوق نفسها من المحامى الفذ فريد الديب.

أتذكر زميلنا العزيز الراحل إبراهيم سعدة، والأستاذ القدير مصطفى أمين، والسعدنى.. وكثيرين صال وجال الديب فى قاعات المحاكم ليحصلوا على البراءة، أو يخفف الحكم.

وأخيرا، فإن قضايا فريد الديب ستكون مرجعا للتاريخ، ورؤية فى عالم المحاماة ستعيد مكانة هذه المهنة الرفيعة، وستجعل كثيرين من المحامين يعملون ليكونوا مثله بهذا الاقتدار، والمهنية التى قل نظيرها.

تحية احترام، وتقدير لهذه المسيرة المهنية الرائعة الرفيعة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى