2022حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

إنقاذ المنطقة والعالم

الأربعاء 15 من ربيع الثاني 1444 هــ
العدد 49646
لا شك فى أن أهم قضية تشغل مصر، وغالبية دول حوض النيل، بل العالم كله، هى قضية التلوث، الذى يعانى منه العالم كله، والذى طال أيضا نهرنا العريق بسبب مشروع سد النهضة الإثيوبى، حيث لم تراع أديس أبابا أى جوانب بيئية، مما يهدد دولتى المصب (مصر والسودان) بكوارث بيئية فادحة، وأهمها زيادة التصحر، ونقص المياه، ولهذا قامت مصر بدمج قضية المياه فى مؤتمر المناخ (كوب- 27) المقام حاليا فى عاصمة السلام، والمدن الخضراء، وذلك تطور مهم، وله دلالاته.

لقد استعدت مصر لهذه القمة، وقدمت النموذج فى شرم الشيخ، حيث جذبت كل الأبصار، ومدت شبكة إنقاذ للتعاون العالمى، لأنها أدركت أن الحفاظ على درجة الحرارة الأقل من ٢ مئوية المتفق عليها فى كل المؤتمرات السابقة الـ 26، وما قبلها، لم يؤد إلى نتائج صحيحة، وأن مصر وإفريقيا ترتفع فيهما الحرارة بصورة مضاعفة عن بقية الكون، ولهذا فإن الفشل فى ضبط الانبعاثات، وغيرها، يعنى ارتفاع درجة حرارة الكون إلى ٥ مئوية بحلول عام ٢١٠٠ ، وبارتفاع درجة حرارة الكون إلى ٣ مئوية سيرتفع منسوب المياه فى البحرين الأبيض، والأحمر، والمحيطات، وهو فى حكم الحقيقة العلمية الثابتة، وبالتالى سيؤدى إلى غرق مدن مهمة فى منطقتنا، وفى العالم، بل إنه يهدد الدلتا المصرية، كما يهدد إفريقيا، والعديد من دول المنطقة.

كل ذلك يحتاج إلى وقفة مصرية، وعربية، وإفريقية، وعالمية شجاعة للاعتراف بهذا الوضع، والاتفاق مع الدول المجاورة، والعالم على طرق العلاج الحاسمة، ولهذا، فإن هذا الجيل سوف يفتخر أمام الأجيال القادمة بأن مصر نجحت فى حشد العالم فى شرم الشيخ لإنقاذ المنطقة، والعالم، وأنها دخلت بهما إلى مرحلة جديدة تتسم بالجدية، والقدرة على فهم المشكلة، وأنها نقلت المفاوضات إلى مرحلة التنفيذ بعقلية جديدة اتسمت بوضوح أبعاد القضية، وصعوباتها، واستجابت لتحديات المستقبل، واستطاعت تنظيم أفضل نموذج للحوار العالمى داخل بوتقة الأمم المتحدة لإنقاذ كوكب البشرية من مصير مظلم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى