الأستاذ مرسى عطا الله

الخميس 25 من رجب 1444 هــ
العدد 49745
رحم الله الأهرامى المخضرم، والأستاذ الكبير مرسى عطا الله، الكاتب الصحفى العتيد، الذى رحل بعد رحلة مثمرة فى عالم القلم، والفكر، والصحافة، كتب خلالها اسمه فى سجل الخالدين، والبارزين فى تاريخ الصحافة.
مسيرة الأستاذ مرسى حافلة، فهو لم يتوقف عن تسجيل أهدافه الوطنية (المصرية، والعربية)، وكرسها، عبر رحلته المهنية، التى امتدت ٦٠ عاما، وسار وراءها، كأنه يبنى صرحا شاهقا، ولا يبالى بأى متاعب، أو مصاعب، أو تحديات.
لقد ظل مفتاحه المهنى (الجندى المحارب، والمقاتل من أجل الوطن، والمحب لبلده)، وقد صبغته حرب أكتوبر ١٩٧٣، التى شارك فيها ضابطا، ومقاتلا، ومتحدثا، فكتبها ليس بقلمه، ولكن بكل وجدانه، وجوارحه.
الأستاذ مرسى عطا الله (الديسك مان) فائق الجودة، والقوة، وصل إلى مكانة سامقة فى هذا المضمار، يقدره، ويخافه الجميع، لأنه لا يرحم فى الخطأ، مهما يكن بسيطا، ولا يتسامح معه، فهو يبحث دائما عن التفوق.
الأستاذ مرسى، رئيس التحرير، المؤسس لـ«الأهرام المسائى»، قدم فتحا مبتكرا، وخلّاقا فى عالم الصحافة المسائية، فى زمانها، وقد لاحق الأحداث، والرياضة، واحتياجات الناس، وتفوقت صحيفته، حيث أدمنها الناس، واصطفوا عليها وهم خارجون من أعمالهم، وفى طريقهم لقضاء الأمسيات، فقد كانت الأهرام المسائى وجبتهم المفضلة.
تعاملت عن قرب مع الأستاذ مرسى عطا الله وهو فى موقع رئيس مجلس الإدارة، وتعاونا، إلى حد كبير، فى صنع نهضة، وتطور الأهرام، فى تلك الفترة، ورغم صعوبات المهنة، واختلاف الرؤية، لكنك دائما تجد، وتعرف مفتاحه فى النهاية (مصلحة الأهرام، والأهراميين)، لأنها بوصلته المهنية الحادة، يقسو، ويحنو، فقد كانت معادلته، مركبة، وصعبة، ودقيقة، لأن تركيبة الجندى، والمقاتل لا تحيد، وليست سهلة، وتؤثر على صاحبها فى كل مساره، فهو يجرى، ويلهث لكى يبلغ أقصى درجات التفوق.
لقد عشنا مع الأستاذ مرسى، كاتب العمود، وصاحب القيم، الذى يرى كل شىء، ويحلله، ويشخصه لمصلحة مصر.. هى بوصلته، ويحس بها بقلم سريع التأثر، وترجمته للأحداث.
رحم الله الأستاذ مرسى عطا الله، وجزاه كل خير عما قدمه لوطنه، ومهنته، ومؤسسة الأهرام.
