2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

«مكارثى» فى القاهرة..!

الأثنين 18 من شوال 1444 هــ
العدد 49826
كانت زيارة وفد الكونجرس الأمريكى، برئاسة كيفن مكارثى، زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس النواب، وبصحبته أهم رؤساء اللجان المؤثرة فى هذه المؤسسة النافذة، وهى (الخارجية، والقوات المسلحة، والأمن السيبرانى، والبنية التحتية والموارد الطبيعية والاعتمادات) لمصر (مايو ٢٠٢٣) – إشارة قوية من الكونجرس الأمريكى للدولة المصرية، ورئيسها، وحكومتها، ومكانتها السياسية فى عالمها، وفى العاصمة واشنطن، ودوائر السياسات، واتخاذ القرار فى الإدارة الأمريكية، وأن مصر، وحكومتها، ورئيسها يتعاطون بقوة مع كل دوائر النفوذ، واتخاذ القرار الأمريكى، وهذا تعبير عن عمق الفهم، وقدرة مؤسسات مصر، ورئيسها على التغلغل فى دقائق الأمور بالعالم، والتعامل مع الجميع بقوة، وبحكمة، خاصة الإدارات الأمريكية، فنحن على المنوال نفسه مع الحزبين (الجمهورى والديمقراطى)، ويهمنا الأمريكيون ككل، وليس الرئيس فى البيت الأبيض، أو الخارجية فقط، بل كل نقاط التأثير والفاعلية فى واشنطن. إن مصر هى العنصر المؤثر فى استقرار الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا ككل، وليس فى النقطة الجوهرية (غزة والقضية الفلسطينية) وحدها، رغم أهميتها لواشنطن، والعالم، وإنما فى السودان كذلك، وليبيا، والتحرك المصرى دائما يكون أكثر من فعال، خاصة فى القضايا التى تهم أشقاءها العرب، والأفارقة، وهو إبراز حقيقى لما تتمتع به السياسة الخارجية المصرية من نفوذ قوى، والتحرك السريع والفعال فى محيطها، وفى العالم، بلا تشدق، أو شعارات، ولكن بحكمة القرار، وبلاغته، ودقته، ولعل الجميع لاحظ أن مصر هى قبلة السودانيين قبل الأجانب الفارين من حالة الانفجار القصوى بالسودان، كما كانت قبلة الليبيين، والعراقيين، والسوريين، واللبنانيين.

لقد كانت زيارة وفد الكونجرس الأمريكى بأغلبيته الجمهورية الراهنة إشارة إلى عمق علاقات مصر وإستراتيجياتها مع القوى العالمية، ومع الإدارات الأمريكية المتعاقبة على كل المستويات، وكانت هناك إشارات أعمق سابقة عليها، وذلك خلال زيارة الرئيس جو بايدن، ونانسى بيلوسى (الديمقراطييِّن) إبان مؤتمر كوب-٢٧ فى شرم الشيخ، فمن أراد أن يعرف قوة مصر على الأرض ينظر إلى تعاملاتها النافذة، ونظرة العالم، واحترام الكبار لها، وهو ما يجعلنا نشعر كل يوم بالارتياح إلى قوة الأمن القومى، والسياسة الخارجية المصرية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى