2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

الكوارتز..!

الأحد 8 من ذي القعدة 1444 هــ
العدد 49846
وضعت مصر يدها على الكنز حتى لا يهرب من تحت يدها كما تعودنا فى السابق، حيث هربت كنوز عديدة منا بإضاعة الفرصة، أو لعدم الاهتمام، أو إهدارها.

إن الكوارتز، الذى افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى مصنعه فى العين السخنة، ليس مصنعا فقط يبهرنا، ولكنه فتح فى عالم الصناعة الغنى، والوفير، فهو اكتشاف يجب أن نبادر جميعا إلى الاستفادة منه، وعلى القطاع الخاص، والشعب، الالتفاف حول هذا الكنز، بل نعض عليه بالنواجذ، والوعى الدقيق.

أعتقد أن هذه الخامة الموجودة فى المحاجر المصرية بنسبة نقاء ٩٩٪ هى فى قابل الأيام أغلى من البترول، والغاز، فهى أكثر صلابة من الجرانيت، وتدخل فى تصنيع كل منتجات العصر الراهن، والقادم، من الشرائح الإلكترونية الدقيقة إلى السيارات والهواتف الكهربائية، أو حتى خلايا إنتاج طاقة العصر القادم (الطاقة الشمسية)، بل تدخل فى صناعة المجوهرات، والساعات غالية الثمن، وهى منتج مليء بالفوائد إذا اُستخدم كواجهات للمنازل، أو المستشفيات، أو الفنادق، ليس لجماله فقط، وإنما لأنه مضاد لكل الفيروسات، والبكتيريا، والأشعة الحمراء، بل الأحماض.

لقد دخلت الحكومة هذه الصناعة لكى تحمى ثروات مصر الطبيعية من الإهدار، فقد كان المغامرون، وهم كثر، يستفيدون من المحاجر المصرية بلا متابعة، أو رقابة، وبأساليب بدائية للتحجير تجعل الثروة تضيع من تحت أيدينا، وتتسرب للخارج بلا استفادة مصرية حقيقية، والآن أصبحت هذه الثروة تحت السيطرة، والمتابعة، والتنمية، مع الخبرات المحلية والعالمية، ويتم ذلك بتكامل العملية الإنتاجية بكل مراحلها، وكلها على أرضنا، بالتعاون مع الشركات العالمية، فقد دخل التعدين عصر التنظيم، والمتابعة مثله مثل البترول والغاز.

نحن اليوم نمتلك مع الرئيس عبدالفتاح السيسى ما يحقق لبلدنا التقدم الصناعى المبهر (الكوارتز) الذى يعتبر مقدمة، أو بنية أساسية لعدد من الصناعات الأخرى، ومئات المصانع، مثل إنتاج السيليكون، والبولى سيليكون، ويدخل كذلك فى خام الفوسفات للأسمدة، والأهم خام الألبايت الذى لا غنى عنه لصناعات عديدة (السيراميك، والخزف الصينى)، وتصنيع الرخام، والجرانيت، ولهذا فإن مصر بهذه الصناعة الجديدة سوف تجلس فى نادى المصنعين الكبار فى عالمها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى