الأهلى وصلاح سالم

الأربعاء 25 من ذي القعدة 1444 هــ
العدد 49863
الأهلى وصلاح سالم جمع بينهما الثانى الكاتب الأهرامى المميز فى مقال بديع، عبر عنه وعن معنى روح المؤسسة فى مجتمعنا فى الأهرام أمس الثلاثاء والتراكم فى العمل والإنتاج فى هذا الإطار، بتعبير دقيق عبر عن روح النصر فى الأهلى، جعلنى أهنئ الاثنين فى عمود واحد.
الأهلى يستحق التهنئة بجدارة بالكأس الحادية عشرة لبطولة الأندية الإفريقية أبطال الدورى، ليس لأنه حصل على الكأس وخطفها من نادى الوداد المغربى على استاده وبين جماهيره فى المباراة الثانية، ولكن لأن الأهلى حصل على البطولة وهو ليس فى أفضل حالاته، بعكس منافسه الذى كانت ظروفه أفضل، ولكنها روح الأهلى والفانلة والمؤسسة صانعة البطولات والمتقدمة فى مجتمعها، وعاد بالكأس من الفريق حامل اللقب.
ولا نغالى عندما نقول إن الكرة المصرية والأندية ليست فى الفورمة أو أفضل حالاتها، بعكس الأندية المغربية التى حققت مكانة متميزة فى الفترة الأخيرة وخاصة فى كأس العالم بقطر وحصلت على الإشادات (الفريق وجمهوره).
بطولة جديدة للأهلى فى الوقت الضائع تضيف إليه بل تثبت جدارته وأنه فريق بطولات وأن روح الفانلة الحمراء فائقة الجودة، بل صانع البطولات المحلية وفى قارته الإفريقية وعلى مستوى العالمية فهو يقف فى الصف مع أكثر الأندية العالمية ريال مدريد فى عدد البطولات والكئوس. مبروك للأهلى وجماهيره الوفية .
وفى نفس الوقت تهنئة لصلاح سالم، ليس لمقالته عن النادى الأهلى وهى تستحق ولكن لأنه مثل الأهلى دائم الحصول على الجوائز المهمة وصدر له 18 مؤلفا فى فضاء المعرفة بين العلاقات الدولية ومستقبل النظام السياسى العربى، وعن الهوية والتحولات التاريخية فى المنطقة، فهو من أبرز خبرائها وقد برز فى التفكير بعمق فى سنواته المبكرة وحتى الآن، ونستطيع أن نلمس ذلك فى الجهاد فى الإسلام ودرسه البارز محمد نبى الإنسانية، وتوج ذلك أخيرا بجائزة مرموقة، فوزه بجائزة الدولة التقديرية.
وهو يستحق أن يفرح بنفسه وبجوائزه فهو جدير بها ويستحقها باقتدار، ولكنه كذلك يستحق منا التهنئة وأن نفرح له، لأنه كاتبنا الأهرامى المميز الذى يعطى صفحاتنا عمقا نستحقه، وهو ما جعل الأهرام دائما مبدعة وتقدم الجديد والفكر عبر الأجيال فى الماضى والحاضر والمستقبل.
صلاح سالم.. نموذجا.. مبروك، ونتمنى للفكر وللكرة فى مصر كل تقدم وازدهار فى صناعة عصرية، تقدمها المؤسسات المبتكرة فى عالمنا المعاصر، عندما تقيم مؤسسات اقتصادية قوية تكون قادرة على أن تقدم مؤسسات فكرية وفنية ورياضية وتكنولوجية مبتكرة ومبدعة.. وحدة وانسجام التقدم هى سمة العصر الراهن والعصر القادم.
