ميناء الإسكندرية

الأحد 29 من ذي القعدة 1444 هــ
العدد 49867
أن تضع يدك على مراكز قوة مصر فتلك مهارة فائقة، وأن تقيم المشروعات التى تُكرّس هذه القيمة، وتنجزها فى فترة وجيزة، وتُعلى من المكانة، وتحولها إلى اقتصاد، وموارد لوطننا، وأولادنا، ومستقبلنا، فذلك هو الإنجاز الحقيقى. لقد كانت العيون شاخصة نحو ميناء الإسكندرية العالمى والرئيس عبدالفتاح السيسى يفتتح الرصيف الجديد (طوله ١٨ كيلومترا) الذى أُنجز فى عامين، وما أدراك ما قيمة هذا الحدث (الميناء القديم، والعريق) على خريطة الموانى العالمية، وعلى موقع مصر الجغرافى الذى يتجدد وسط منافسة عاتية لا تعترف بالتاريخ (وإن كانت تحترمه)، وإنما بالقوة، والقدرة على المنافسة على أرض الواقع (ميناء الإسكندرية ذى التاريخ العريق على الخريطة الحديثة للتجارة العالمية)، وإذا أضفنا إلى ذلك بعدا آخر، أو محورا لوجستيا (من السخنة على البحر الأحمر، ناقلا بالسكك الحديدية، إلى قناة السويس العالمية، إلى ميناء الإسكندرية العالمى)، فماذا يعنى ذلك؟!.. إنه حدث عالمى بكل المقاييس، يخلب العقول، إن لم يكن يصيبها بالغرور حاشا لله لكن المصريين المعاصرين يمررون الحدث وكأنه شىء عادى مع أنهم يعرفون أن تحول الدول إلى قلاع اقتصادية تتحكم فى مسيرة الاقتصاد العالمى يمر من هنا (الموانى)، ولذلك أصبحت المنافسة إقليميا، وعالميا محتدمة على موانينا التى تفوق أهميتها الصناعات، بل هى المحرك لها، وللصادرات، والواردات. أعتقد أن ما حدث فى الإسكندرية ثورة مصرية، فإنشاء هذه المحطة التى تتكون من ميناء الإسكندرية، والدخيلة، وأبوقير، وإنشاء حواجز لميناء الإسكندرية بطول خمسة كيلومترات قادرة على استقبال الحاويات الكبيرةـ يجعلنا أمام أهم تطور بالإسكندرية منذ إنشائها فى عهد الفراعنة، ثم قيام الإسكندر الأكبر (332 ق. م) بإنشاء الميناء، إلى قيام محمد على بتخصيص الجزء الشرقى منه للأغراض الحربية، والجنوبى للأغراض التجارية، إلى أن وضع الرئيس عبد الفتاح السيسى ميناء الإسكندرية على خريطة الموانى العالمية من خلال ربطه بقناة السويس، وكل الموانى المصرية. إن مصر دولة تنمو، وتتجدد، فتحية لعقول العاملين المبدعين الذين يحولون أراضى مصر كلها، وخريطتها لتكون متاحة لبناء الاقتصاد القوى، والفعال على مستوى العالم.