دكتوراة فى السبعين..!

السبت 13 من ذي الحجة 1444 هــ
العدد 49880
أعطى زميلنا هانى الجمل، الإعلامى المتميز، وخريج دفعة ١٩٧٥ (أول دفعة فى كلية الإعلام) درسا فى أهمية الاستمرارية، والتفوق فى الأداء الإعلامى، وقدم للمهتمين بالسياسات الأمريكية والصينية (فى زمن منافساتهما على الوجود العالمى، والسيطرة على العالم) رسالة دكتوراة من العيار الثقيل، حيث قام بدراسة حالة لقناتىّ الصين والحرة الأمريكية، وركز على المقارنة بينهما فى تقديمهما للقضايا العربية.. وفى فصول متتابعة قدم لنا كيف تفكر الصين وأمريكا حول قضايانا؟.. والأطر الخبرية التى يستند إليها الإعلاميون فى القناتين، راصدا الاختلاف بينهما فى تغطيتهما للشأن العربى، ومدى ترجمة القناتين الصينية والأمريكية فى ظل التنافس المحموم بينهما على قيادة العالم، وتزايد اهتمامهما بالمنطقة العربية.
هانى الجمل لم يتوقف عن العمل المتميز منذ تخرجه، وها هو فى عامه السبعين من عمره يقدم للسياسيين، والإعلاميين العرب دراسة فريدة عن قناتىّ الصين، والحرة فى الشأن العربى، بمسح كمى، وتحليل لعينات الأخبار لدورتين متتاليتين (إبريل ٢٠٢٢ – ٣٠ سبتمبر)، بواقع ٢٤ نشرة فى كل قناة، واستمع كذلك إلى آراء المستمع، والمشاهد فيهما، وقدم عددا من الاستخلاصات بأهمية تحصين المشاهد العربى عبر المصادر المحلية حتى لا يقع فريسة للإعلام الموجه من الخارج.
استفاد هانى الجمل من خبراته الإعلامية المتراكمة (نصف قرن تقريبا) تنقل خلالها بين إذاعة القاهرة، وأكثر من ٣٠ عاما فى الإمارات مديرا للتحرير بإذاعة، وتليفزيون أبوظبى، وصحف الاتحاد، والبيان، والفجر، والوحدة، وصولا إلى وكالة الأنباء (وام)، وكانت رسالته للماجستير حول المراسل الإعلامى، وفى النهاية تفرغ للتدريس، والدكتوراة، ليقدم للمكتبة الإعلامية دراسة فائقة الجودة شهد له المناقشون (عمداء الإعلام السابقون، وزملاؤه) الدكاترة حسن عماد مكاوى، وهويدا مصطفى، ومعوض إبراهيم بأن الدكتوراة جاءت فى وقتها لنعرف كيف تفكر أهم دولتين فى العالم، وأكبر قوتين ( أمريكا والصين) تجاه العالم العربى وقضاياه؟!
تحية واحتراما لزميلنا الدكتور هانى الجمل، الذى حصل على الدكتوراة بامتياز مع مرتبة الشرف فى السبعين من عمره، ومزيدا من التقدم.. وهكذا الإعلام لا يعترف بالعمر، بل يصقله الزمن.. وقديما قالوا «الدهن فى العتاقى».
