2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

رسالة جنين..!

السبت 20 من ذي الحجة 1444 هــ
العدد 49887
من جنين بعث الفلسطينيون لقضيتهم، ومحبيهم رسالة، فحواها: اطمئنوا.. الفلسطينيون سيجعلون إسرائيل فرجة العالم، ومحورها خيبة الأمل، والفشل.

آية ذلك أن الشباب الفلسطينى، بعد ساعات قليلة من العدوان الهمجى الوحشى على جنين، كان يفتح المخيم، لتعود الحياة إليه بهدوء، وسرعة، ويشيعوا شهداءهم، فى مظهر وقور، واحتفالى يوحى ببقاء المقاومة، واستمرارها. لقد كانت الحركة فى الجنازات مثيرة، وحاشدة، بفوانيس مضاءة، حيث الجثامين فى اتجاهات متنوعة، وأمام مقابر متراصة أصبحت لا تخيف الفلسطينيين، ولا تزعجهم على مستقبلهم، بقدر ما تخيف إسرائيل، والمستوطنين، فالفلسطينيون فى المساء يجلسون فى كل مكان، وفوقهم صور الراحلين أحياء بينهم. 

 المؤسف أن إسرائيل تبرر الفشل المخيف أمام شعبها، والعالم بأنه لا يوجد حل سحرى للإرهاب!!.. يا له من كذب أشر، فهم يطلقون على المقاومة للاحتلال إرهابا، برغم ان هناك حلا سحريا هو الاعتراف بالحقوق الفلسطينية، ووقف الاستيطان، وليس ملاحقة المقاومين، الذين سيجعلون إسرائيل غير آمنة. إن الدماء التى سالت فى جنين مازالت تسأل العالم، بل تحذر من أن دائرة العنف قادمة، والكل خاسر، وأولهم الإسرائيلى المتفاخر، والمعتز بانتصار دولته، واستئساده على العزل الأبرياء، أصحاب الأرض، وما يحدث فى جنين غير بعيد عن الأقصى، والقدس، ويتجاوز حقائق خطيرة عن الصراع الفلسطينى – الإسرائيلى، فمجددا يسهم فى تديين الصراع، إن العمليات الإسرائيلية المتلاحقة على كافة أنحاء فلسطين لم تتوقف يوما، فى ثلاثية متكررة ( العنف، والتهجير، والمخيمات)، لكن جنين اليوم تصمد، ومن يفتش عن سبب هذا الصمود ونجاحه سوف يفهم نوعية الحل لتلك القضية، فعلى الجميع أن ينتبهوا، لأنه عندما يموت الضمير يحدث أى شىء، فنيتانياهو وحكومته المتطرفة يؤكدون بأقوالهم وأفعالهم أنه لا حل لتلك القضية، يريدون الاجتثاث، فهل يستطيعون؟.. أوقن أن الفلسطينيين، خاصة أهالى مخيم جنين، لن يقبلوا العدوان، وهم يعدون له مصيدة التاريخ، ليجعلوا الأرض تميد تحت أقدام الاحتلال. أعتقد أن الصفحة الجديدة للصراع لن تكتبها غزة، رغم البطش، والعدوان، ولكن تكتبها جنين، والضفة (باسم كل الفلسطينيين)، وعلى إسرائيل، وأصدقائها، وحلفائها أن ينزعجوا كثيرا.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى