فلسطين.. باستمرار!

الثلاثاء 28 من محرم 1445 هــ
العدد 49925
فى سابقة نادرة، وصفت الولايات المتحدة الأمريكية مقتل الشاب الفلسطينى قُصى جمال معطان، ١٩ عاما، برصاص قطعان المستوطنين الإسرائيليين- بالعمل الإرهابى، واستطردت الخارجية الأمريكية أنها قلقة إزاء هذا العمل الإرهابى، بل طالبت بـتوقيف المجرمين، وتقديمهم للعدالة، واللافت للانتباه أن أمريكا دائما هى شريكة لدولة الاحتلال (إسرائيل)، وعندما تأخذ هذا الموقف من جريمة محددة، وواضحة للعيان، والبيان، فإن هذا تطور فى مسار علاقات البلدين يجب عدم تجاهله، أما قيام الوزير الإسرائيلى المتنفذ فى حكومة بنيامين نيتانياهو بوصف مرتكبى جريمة قتل الفتى معطان بأنهم أبطال، فهو هنا محرض على جريمة إرهابية محددة من السهل محاكمته بسببها، بل حرمانه من الخروج من إسرائيل، وأن يعامل معاملة المجرمين، والإرهابيين- كما يستحق بأفعاله، وجرائمه المستمرة.
إن قضية فلسطين تمر بمتغيرات مهمة على المسرح العالمى يجب أن ينتهزها القادة العرب، وأولهم القادة الفلسطينيون، ولذلك فنحن نثمن، ونُعلى من القمم المتتابعة التى نجريها مع الفلسطينيين، ومشاركة الأردن (هذا اللقاء هو الثانى خلال هذا الشهر بين القادة الثلاثة فى العلمين، بعد اللقاء الذى أعقبه حضور الفصائل الفلسطينية) للوصول إلى صيغة للتعاون المشترك، وتحقيق وحدة الصف الفلسطينى، وانتهاز المتغيرات العالمية، التى أصبحت كلها عقبة فى مسار القضية الفلسطينية، وانتصارها، لنجعلها تسير فى الاتجاه نفسه، مع رغبة الفلسطينيين فى الوحدة، وقيام الدولة، حتى لا تصبح المسارات الدولية، والمتغيرات على طبيعة الأمم المتحدة فى مسار، والقضية الفلسطينية فى مسار آخر (لا يلتقيان).
أعتقد أن انتصار الفلسطينيين، وقيام دولتهم المرتقبة يجب أن يحشد له العرب الفلسطينيين أولا، ثم كل شركائنا الإقليميين، وفى مقدمتهم تركيا، وإيران، حتى لا يحدث استغلال من أى طرف إقليمى لحساب قضاياه المحلية، والإقليمية على حساب القضية الفلسطينية، وعموما ليس هناك فى المنطقة العربية، وفى العالم كله، هدفه القضية الفلسطينية مثل مصر، فهى تعطيها الأولوية فى كل سياساتها الخارجية، فتحية للسياسة المصرية المستقيمة، والسريعة التى لا تتغير مهما تكن الظروف، ومهما تشتد الدعايات المغرضة، فمصر هى مصر، رمز العروبة، والإخلاص، والوطنية.
