أسامة الباز..!

الخميس 6 من ربيع الأول 1445 هــ
العدد 49962
خطفنى خبر فى صفحة الوفيات بـالأهرام عن ذكرى مرور ١٠ سنوات على رحيل شخصية استثنائية فى تاريخ مصر الحديث، ألا وهى أسامة الباز، رحمه الله، ذلك السفير، والدبلوماسى، والسياسى العظيم، والإنسان الأعظم.. المحب لوطنه، وأمته.
أسامة الباز هو العقل السياسى الذى عاصر جمهوريات مصر المتتابعة (ناصر، والسادات، ومبارك- رحمهم الله)، وكان أكبر من المناصب، فهو لم يسع إليها، وكانت مصر فى قلبه، وعقله فى كل مراحل حياته.. ومستقبلها، ومصير شعبها هما طموحه، وأمته العربية، وقضاياها رمانة ميزانه، وحياته، وكان مهندسا للسياسة الخارجية المصرية لمدة ٤ عقود صعبة، ودقيقة، وفاصلة.
أسامة الباز ( ٦ يوليو ١٩٣١ – ١٣ سبتمبر ٢٠١٣) تاريخ حافل للعقل المصرى المنظم، والإنسان الكبير الذى هندس العلاقات المصرية- الأمريكية بعد انقطاع، وعمل مع الرئيسين الراحلين أنور السادات ومبارك عن قرب، واشتغل بدأب، وعبقرية فى فترتى الحرب، وصناعة السلام، وكان العقل الذى جعل كامب ديفيد، وصناعة السلام (المهمة الأقصى، والأصعب) فى مصلحة مصر، والقضية الفلسطينية، وكان العقل الذى خطط لإدارة قضية طابا، وعودتها إلى حضن الوطن، وحفظ للجمهورية المصرية خلال انتقالها بين السادات ومبارك توازنها، ودقة أدائها، واختياراتها فى الأشخاص، والسياسات حتى عودة مصر إلى حضنها العربى بعد انقطاع سنوات .
لقد عدت فورا لاسترجاع أيام مصر العظيمة فى كتاب موسوعى، ودقيق كتبه السفير المرموق هانى خلاف، وهو الشخصية المعروفة بالاحترام فى الأوساط الدبلوماسية، كما أنه كاتب مدقق أصدر فى عام 2014 كتاب أسامة الباز.. مسيرة حياة الذى أعتبره موسوعة صغيرة، لكنها دقيقة عن هذه الشخصية الفذة فى تاريخنا المعاصر، فقد حفظها للأجيال القادمة لترجع إليه، وتفهم، وتدرس مرحلة مهمة فى تاريخ مصر السياسى، والدبلوماسى الحديث.. كلها كفاح لاسترداد موقع مصر فى عالمها، لذلك أدعو كل مصرى ومصرية إلى أن يقرأوا هذا الكتاب لكى يعرفوا قيمة، وقامة أسامة الباز الذى يحتاج منا أكثر من كتاب، وفيلم، وتكريم، بل تدريسه فى المدارس، والجامعات، حتى نتعلم من مسيرته الحافلة كيف نكون مثله رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
