2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

رمضان.. وتسجيلات الشيخ رفعت

الأثنين 1 من رمضان 1445 هــ
العدد 50134
 أهلَّنا شهر الصيام (رمضان).. شهر القرآن الكريم، وليلة القدر.. كل عام وأنتم طيبون، فقد استقبلنا هدية جميلة، أو كنزا قرآنيا من الإذاعة المصرية (تسجيلات الشيخ العذب، قيثارة السماء، محمد رفعت، ١٨٨٢-١٩٥٠)، ورغم أن تسجيلاته القرآنية قليلة، فإنها تغنينا، ولها مذاق خاص، فهى تُصبغ الشهر الكريم بجمال، وعذوبة صوته القرآنى الشجى، فما تبقى من تسجيلاته تراث نملكه، ولا شك فى أننا يجب أن نحافظ عليه لكى تستمتع به الأجيال القادمة، فهذا حقه علينا، خاصة مع التقدم فى التكنولوجيا، وعناصر الحفظ، والتوثيق.

لقد استقبل المحبون لقيثارة السماء بكل سعادة انتهاء مدينة الإنتاج الإعلامى من ترميم معظم التسجيلات بصوته المحبب الذى تميز بالحلاوة، فهو صاحب الصوت المطوع الذى يعطى بسخاء مهما تختلف الطبقات التى يؤدى منها، ولذلك استقبل المحبون لصوت الشيخ رفعت عملية الحفظ، والتوثيق، وتجديد الشرائط، وتحديثها- بامتنان للإذاعة، ورئيسها محمد نوار، ومدينة الإنتاج الإعلامى، ورئيسها زميلنا الكاتب الصحفى عبدالفتاح الجبالى، فهذا الصوت ليس ملكا لجيلنا الراهن، أو الأجيال السابقة فقط، بل حق للأجيال القادمة، كما أنه تراث وطن، وهذا العمل العلمى المميز، والفريد يحفظ هذا الكنز.

إن رمضان يظللنا، وصوت الشيخ رفعت يحوطنا عبر الإذاعة، وكل وسائل الإعلام.. صحيح أن مصر تتزاحم فيها الأصوات القوية، وصاحبة الجمال، والخشوع، ولكن صوت الشيخ رفعت حكاية أخرى، وهناك أصوات جميلة ضاعت مع الزمن، وكان من الممكن ألا يصل إلينا صوت الشيخ رفعت لولا لطف الله بأنه غيَّر رأيه، وسجل محبوه صوته، واحتفظوا بهذه التسجيلات فى بيوتهم، لتصل إلينا هذه الأصوات الملائكية، وإن شاء الله بهذا العمل الوثائقى الجديد تُحفظ، وتصل إلى كل الأجيال.

أعتقد أن التقدم فى التسجيل، والحفظ الرقمى خطا خطوات متقدمة، وما يملكه اتحاد الإذاعة والتليفزيون من فنون، وأصوات تاريخية يجب أن يعاد ترميمها كلها، وهناك أصوات جديدة تلاحقت، ورغم ذلك لا ننسى الكبار الذين هزوا أسماع كل البلدان العربية، وعلموا الأجيال السابقة، والراهنة حب الاستماع إلى جمال القرآن الكريم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى