القائد الكبير.. وغزة !

الثلاثاء 30 من رمضان 1445 هــ
العدد 50163
مقتل محمد رضا زاهدى، فى مقره بالعاصمة السورية دمشق، هو وفريقه، أو كبار معاونيه، على يد إسرائيل- له معانٍ مختلفة، وعديدة، فهو الرجل الكبير الآن بحق، بعد قاسم سليمانى، الذى قتلته أمريكا فى بغداد عام ٢٠٢٠، والذى أعتبره بداية هذه المعركة الدامية التى شملت قطاع غزة، وتدور حول أدواره قصص، وروايات ليست بعيدة عن الحقيقة، أو الخيال، وتمت إزاحته من على المسارح، أو المواقع العسكرية المشتعلة فى سوريا، ولبنان، والعراق، واليمن قبل يوم واحد من الاحتفال بـ«يوم القدس» فى إيران لجميع محاور المقاومة الإيرانية، أو الإسلامية، التى يديرها الحرس الثورى فى المنطقة العربية، وهو اليوم السياسى المهم الذى يستعرض فيه الحرس الثورى مكانته فى المنطقة العربية. أعتقد أن قصف مقر الحرس الثورى الإيرانى مباشرة فى قلب دمشق، أو موقع زاهدى، القائد الكبير فى «فيلق القدس»، «الذراع الخارجية للحرس الثورى» فى المنطقة العربية- يعنى أن إسرائيل نقلت الحرب مباشرة مع الطرف الذى يديرها، ولم تعترف بالوكلاء، بما فيهم «حزب الله»، الوكيل القوى الذى خسر جنودا لم يخسرها من قبل، ولم تكتفِ بذلك، بل قصفت المقر الرئيسى له، وهددت بقصف القصر الرئاسى فى دمشق إذا انضم إلى ملف الحرس الثورى الإيرانى فى احتفالات القدس.. وهكذا تغيرت ظروف، وطرأت متغيرات كثيرة فى حرب غزة، ولعلنا نثمن عاليا التحرك السورى الإيجابى لحماية ما تبقى من سوريا برفض الانضمام إلى الاحتفالات الإيرانية المسماة بـ«يوم القدس»، وكذلك عندما أغلقت سوريا مكتب الحوثيين بدمشق بعد تسييرهم المُسيرات، والصواريخ على البحر الأحمر.. إنه قرار سورى إستراتيجى كبير لإنقاذ المنطقة من المحرقة التى استفادت منها إسرائيل على حساب كل قضايانا العربية، ووظفتها بعض القوى الإقليمية فى المنطقة للضغط على العرب باستخدام قضية غزة فى قضاياها الداخلية. وأخيرا، المعركة فى غزة أمام مفترق طرق، فمجلس الأمن سوف يصدر قرارا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، ومباحثات الهدنة من الممكن أن تسفر عن اتفاق بين الأطراف المعنية، فهل تستطيع القوى الاستخباراتية فى المنطقة قراءة الرسائل المفخخة لهذه الحرب فى الوقت المناسب حتى تتوقف؟.
