جريمة المحلة.. المسئولية والدرس!

سوف تظل مصر أكبر من أن يعبث بمقدراتها أوأمنها واستقرارها نفر ممن اعتادوا المغامرات والمناورات والقفز فوق حقائق الأشياء.
مصر بممتلكاتها وأمنها أعز من أن تساق قربانا يرضي غرور الإجرام السياسي الذي اعتاد التحريض وتسويق اليأس. سوف تظل مصر آمنة مستقرة تغالب ما يمر بها من أزمات بحكمة الغالبية العظمي من أبنائها الحريصين عليها والمؤمنين بقدرتها علي مواجهة الأزمات.
سيظل الأحد الماضي برهانا علي الحكمة الغالبة بين المصريين والحرص التاريخي علي أرض ليس لنا غيرها ووطن لانستظل إلا بسمائه.
كان الأحد الماضي درسا للمغامرين في دعوتهم لوقف نبض الحياة في الجسد المصري.
لم يستجب لدعوتهم سوي جمع من اللصوص دأبوا علي انتهاز كل فرصة لممارسة أعمال النهب والسرقة والتخريب. ولن يتوقفوا عن ذلك مع أي فرصة متاحة.
من بين آلاف المدن والتجمعات السكنية في طول البلاد وعرضها وقعت مدينة واحدة فريسة لأعمال نهب تحمل كل معاني الخسة. نهبت المحلات والممتلكات وانتزعت التجهيزات من فصول التلاميذ الصغار وأحرقت سيارات وتم ترويع الآمنين في تلك المدينة التي ظلت لتاريخ طويل قلعة من قلاع الإنتاج الصناعي في مصر.
الجريمة لايتحملها اللصوص وحدهم ولكن يتحملها معهم أولئك الذين برروا لهم سوء عملهم بغطاء الديمقراطية والاحتجاج علي غلاء الأسعار. اليوم تنعي تلك المدينة الصغيرة الخراب الذي حل بها ويتجرع أهلها مرارة فقدان ممتلكاتهم ويجترون مشاعر الخوف والقلق التي انتابتهم ويد الخراب والدمار تغتال أمن المدينة وتعيث في أرجائها فسادا.
لابد من حماية الديمقراطية من الأعمال التي تسيء إليها وتنشر اليأس منها والكفر بها.
أي ديمقراطية ينطق بها الخراب الذي انتشر في ربوع المحلة الكبري ؟ الأمر يتطلب وقفة جادة مع كافة أشكال الفوضي ولابد من العودة إلي مقتضيات حياة مدنية منضبطة يخضع فيها الجميع للقانون والنظام.
نحن نواجه موجة غير مسبوقة من الغلاء ونعلم جميعا أنها موجة لم تصب بر مصر وحده وهي ظاهرة عالمية ولكن دخل الأسرة لم يعد يحتمل تلك الموجة المتصاعدة. الرئيس مبارك تحدث في ذلك والحكومة تحاول المواجهة وعلينا جميعا أن نعمل معا ولنا أن نقيم عمل الحكومة وأن ننتقدها ونسدد مسارها لا أن نخرج علي القانون والنظام وننشر الفوضي ونغتال أمن الآمنين
ليس هناك دولة مهما بلغ تطورها الديمقراطي يمكن ان تسمح بما حدث أو تتسامح معه.
فالديمقراطية التي ننادي بها ونعمل من أجلها لم تكن يوما طريقا للفوضي وغطاء للصوص ومحترفي النهب والسلب. أما الذين اعتادوا ترديد شعارات الديمقراطية ومارسوا التحريض عبر الإنترنت والتليفونات والفضائيات التي يروقها الاضطراب في مصر فلابد من التعامل بحزم معهم فنحن لانتحمل هذا العبث في دولة يسكنها75 مليون شخص يكافحون جميعا من اجل حياة أفضل.
نحن مجتمع شديد الازدحام نعيش بالحد الأدني من النظام وأي خروج علي ذلك النظام ينذر بأخطار لن يفلت منها أحد حتي اللصوص والمحرضون أنفسهم. وإذا كان بعض من امتدت أيديهم غدرا وخرابا في المحلة قد وقعوا اليوم في قبضة القانون, فإن الذين زينوا لهم سوء عملهم تحريضا لايزالون أحرارا يستعدون لجولة جديدة قادمة وفي هؤلاء يكمن الخطر يتربص بنا جميعا ولابد من وقفة حازمة من الدولة.
osaraya@ahram.org.eg

