مقالات الأهرام اليومى

زيارة للمستقبل‏..‏ شــبكة طــرق عــالمية ‏..‏ وطفرة في إنتاج المياه

هذا الأسبوع كنت شاهدا علي حدثين لهما أهمية خاصة للمواطن المصري ولمستقبل مصر أحدهما يتعلق بشبكة الطرق المصرية ومستقبلها والآخر وضع اللمسات الأخيرة لمشوار عمل طويل انتهي بتوفير مياه الشرب النقية لكل المصريين اينما كانوا وقد توافق الحدثان أو الزيارتان مع ذكري انتصار العاشر من رمضان وهما حدثان يجددان الثقة في قدرات المصريين علي اقتحام الصعاب ويستعيدان ذكري انتصار رمضان الذي أثبت قدرة هذا الشعب علي الإنجاز في كل الظروف قتالا وتعميرا حربا وسلاما.
فلقد كنا مع الرئيس مبارك وهو يفتتح الوصلة الأخيرة في الطريق الدائري الأول الذي أنجزناه حول القاهرة وتابعت باهتمام حوارات الرئيس وأحاديث المسئولين حول مستقبل شبكة الطرق المصرية التي يرتبط بها النمو الاقتصادي والتغيير الاجتماعي في بلادنا ونظرت بإعجاب إلي محور المريوطية وما سوف يؤديه في خدمة ملايين المسافرين وهو محور تكلف مليار جنيه ولكن عائده سوف يحقق أضعاف هذا الرقم ودفع حديث الرئيس مع المسئولين عن الطرق بتفكيري خطوات إلي الأمام أتخيل فيها هذه المشروعات العملاقة وقد أصبحت واقعا في حياتنا وبدا لي حينها أن محور المريوطية برغم أهميته لن يكون سوي جزء من منظومة عملاقة من الطرق تغير وجه الحياة في مصر فتدخل بهذه الشبكة عصر الطرق الإقليمية الحرة السريعة التي تربط بين المدن الجديدة ومدن الدلتا بل وبين محافظات مصر في كل الاتجاهات.
إن تطلعاتنا الجديدة غيرت الصورة كليا. فمحور المريوطية ورغم نظرتنا إليه الآن وإكبارنا له وما يحققه لنا من مزايا باعتباره واحدا من أهم شرايين النقل التي شهدتها بلادنا فإنه سيكون خلال سنوات قليلة قادمة مشروعا صغيرا أمام الشبكة الجديدة للطرق والمحاور الطويلة والعرضية والكباري التي ستغطي مصر كلها لأن القاهرة قد انتهت من أول الطرق الدائرية للدخول إلي عصر الطرق الإقليمية طرق طويلة تمتد إلي 400 كيلو متر لربط المدن الجديدة بمحافظات الوجه البحري كله من خلال الطريق الدائري الذي لم يتعود البعض علي استخدامه حتي الآن في الدخول والخروج من العاصمة وإلي محافظات مصر والوجهين البحري والقبلي وإلي سواحل مصر علي البحرين الأبيض والأحمر.
وهكذا سيجعل الطريق الإقليمي الجديد المخطط لإنشائه هذه الشبكة الدائرية القائمة حاليا طريقا داخليا للعاصمة وهو تحول يتم عادة عبر أجيال وسنوات طويلة ولكن مصر تقطعة الآن في سنوات وجيزة ونستطيع أن نضيف إلي هذه الطرق طريق المحاور الجديدة العرضية التي تركز علي الطرق التنموية والسريعة.
– وأقف هنا أمام 4 محاور أهمها علي الإطلاق محور روض الفرج الذي يخترق القاهرة من وسطها إلي الكيلو 28 من طريق الإسكندرية الجديدة وهو طريق تنموي لا نظير له في العقلية المصرية لأنه ينقل تلك المنطقة غير المخططة وغير المؤهلة إلي قلب الحياة في مصر بما يجعله فرصة ذهبية للمستثمرين الجادين والراغبين في إقامة مشروعات تخدم كل محافظات مصر وتدفع عجلة النمو في البلاد خطوات مذهلة إلي الأمام فإذا أضفنا إليه محور صفط اللبن الذي ينقلك من فوق كوبري جامعة القاهرة إلي الطريق الدائري مباشرة مع ما يحدث من نقلة مذهلة علي الطريق الصحراوي القاهرة ـ الإسكندرية الذي سوف يصبح طريقا حرا وهذه النقلة لم تحدث في مصر من قبل حيث نجد هناك 4حارات مرورية لكل اتجاه
إنه طريق خال تماما من التقاطعات السطحية. وبه طرق خدمات علي الجانبين لخدمة الأنشطة المختلفة. طرق تتضمن حياة وحركة علي الجانبين باشتراطات وخدمات متكاملة. مع رؤي جدية للتطوير الشامل للطريق الدائري ليصبح محور نقل متكاملا يتضمن كل عناصر الأمان لنري في بلادنا طريقا يماثل المواصفات العالمية وأهمها مايلي:
ـ الحفاظ علي القطاع العرضي للطريق ليكون 4 حارات مرورية لكل اتجاه
ـ إنشاء طريق الخدمة 2 حارة بكل اتجاه.
ـ إنشاء مسار “حارتين للاتجاهين” معزول للاتوبيس في منتصف الطريق
ـ ربط مواقف الأتوبيسات المقترحة بمواقف السيارات أسفل الطريق الدائري.
ـ توفير سلالم متحركة عند محطات الأتوبيس المقترحة.
ـ رفع كفاءة مستوي السلامة المرورية علي الطريق.
ـ إنشاء محطات الخدمة وساحات الانتظار.
ـ تطبيق أنظمة النقل الذكية.
إن القاهرة تشهد بلا شك ثورة في عالم الطرق إذا اضفنا إليها تطوير شبكات المترو داخل القاهرة الكبري وهو التطوير الذي يجري داخل الخط الأول حلوان ـ المرج (44 كيلو متر).
ـ الخط الثاني المنيب ـ شبرا الخيمة بطول 22.5 كم بطاقة استيعابية 2.5 مليون راكب يوميا.
ـ والخط الثالث إمبابة ـ مطار القاهرة الدولي الذي سيغير وجه العاصمة المصرية ويجري تنفيذه في وقت قياسي مدته 6 سنوات وباستثمارات تصل إلي 8 مليارات جنيه.
وهذا لايحدث في القاهرة وحدها فهناك شبكة طرق متكاملة وكباري حديثة تغير شكل المواصلات والنقل وتنقل مصر إلي عصر جديد يفتح آفاقا واسعة للتنمية والنمو في كل ربوع المدن وليس في دلتا النيل فقط التي يزداد الربط بين ربوعها.
وإذا أضفنا هذه الرؤية إلي ما تحقق من تطورات في شبكة النقل الجوي وتطوير شامل لمطار القاهرة لقلنا ببساطة إننا ندخل بعاصمتنا العريقة عصرا جديدا من التطور والنمو والمكانة المتعاظمة وإذا أضفنا إليها التخطيط الشامل الذي يجري لاحتواء ظاهرة العشوائيات وتحديث الأحياء بالعاصمة والذي يجري في مناطق مختلفة من زينهم إلي إمبابة وتحديث منطقة المطار القديم فإن التطور الذي يشمل القاهرة بنقلها إلي وضع متقدم يستلزم للأمانة تغيير أساليب الحكم المحلي لإعطاء المحليات قدرة فعالة علي ضبط الحياة بالقاهرة والجيزة والقليوبية ومحافظتي حلوان و6 أكتوبر بحيث يكون لكل محافظة طابعها الخاص ونمط حياتها المحلي وأن يديرها أبناؤها بكل انضباط وأن تكون هناك قوانين تحمي الشارع والرصيف وتمنع التيار العشوائي وغير المخطط لتضمن الهدوء للعاصمة وانضباط حركة سكانها وضبطا للأحياء السكانية والأحياء التجارية وحماية كل السكان والمرور والتنظيم الدقيق لأحوال سكان القاهرة حتي ننتقل إلي العصر الذي نتمني أن يتحقق ليعود للقاهرة وجهها المشرق.
محور المريوطية الذي افتتحه الرئيس مبارك مؤخرا تكلف مليار جنيه ولكن عائده سوف يحقق أضعاف هذا الرقم وهو جزء من منظومة عملاقة من الطرق تغير وجه الحياة في مصر وتدخل بهذه الشبكة عصر الطرق الإقليمية الحرة السريعة التي تربط المدن الجديدة ومدن الدلتا في كل محافظات مصرشبكة طرق وكباري وأنفاق حديثة تغير شكل المواصلات والنقل وتنقل مصر إلي عصر جديد يفتح آفاقا واسعة للتنمية والنمو.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى