مع مبارك مصر تنتصر دائما مواجهــة الأزمــات

بين الأمل والرجاء عبر المصريون عن حبهم وتقديرهم للرئيس حسني مبارك غداة خضوعه لعملية جراحية في ألمانيا، وكشفت رسائلهم، في سطور قليلة، عن اعتزاز تراكم علي مدي سنوات، وأعادت إلي الذاكرة آلام الماضي وآماله يوم أن اقتربت مصر من حافة الخطر.
ولم يكن الحب الذي أحاط المصريون به الرئيس مبارك قدرا، ولكنه جاء تعبيرا عن اعتراف وتقدير راكمته بطولات وإنجازات ورؤي، وفكر عبر بمصر واحدة من أكثر أزماتها إيلاما. ويحمل تاريخ مبارك وحده الإجابة عن مشاعر الأمل والرجاء التي ترددت في صدور المصريين عندما خضع الرئيس لعملية جراحية.
تاريخ عريض من الوطنية الصادقة والحب العميق لمصر وشعبها، وعمل لم يتوقف من أجل بنائها وخير أبنائها. ففي مسيرة الحياة تتدافع الأحداث، فتطوي في الذاكرة أحداثا لحساب أخري.. نحاور ونتجادل ، نتفق ونختلف، ولكن الحب والاعتزاز يظلان في كل الظروف كامنين في الأعماق تفجرهما أحداث لا نختلف حولها، وكان العارض الصحي الذي ألم بالرئيس هو ذلك الحدث الذي لم نختلف حوله، وأعاد إلي سطح الحياة المصرية مشاعر كامنة لم تتوقف، وفي لحظات قليلة استرجع المصريون تلك السنوات التي جمعتهم تحت قيادته والإنجازات التي شاركوه تحقيقها، وقفزت إلي الذاكرة المصرية الجماعية الأحداث التي طوتها السنوات لندرك لماذا أحبه مواطنوه ولماذا تفرقت مشاعرهم بين الأمل والرجاء.
في ظهيرة السادس من أكتوبر عام 1981 اختزلت الأحداث تاريخنا في لحظة من أشد اللحظات دراماتيكية.. وابل من الرصاص انطلق في حقد ليضع أمة بأسرها في أسوأ كارثة، ويصيب العالم بالدهشة.. في تلك اللحظة تعلقت آمال أمة برجل كان في مرمي رصاص الإرهاب الأسود، الذي اغتال الرئيس محمد أنور السادات.
رجل حفظت به الأقدار حاضر أمة ومستقبلها، في وقت كانت الفوضي تتربص بكل شيء في هذا البلد، وتنذر الجميع بكارثة علي جميع المستويات.. دفعت به الأقدار إلي مقدمة الصفوف دون أن تترك له فرصة الاختيار، وأعادته الأحداث التي تلاحقت في لحظة إلي جبهات القتال والتضحية من أجل مصر، حيث الموت والحياة سواء بسواء، ولم يكن قد غادر روح المقاتل العنيد، وعاد نداء الواجب يهتف في أعماقه لقيادة الأمة، في مواجهة عدو لم تعرفه من قبل. وفي تلك اللحظة كان عصر من عصور مصر يبدأ، وكان ابن من أبنائها يستهل فصول ملحمة سوف تغير وجه الحياة في هذا البلد.
