2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

من الهرم تشرق مصر المعاصرة

السبت 10 من جمادي الأولى 1447 هــ
العدد 50734
متحف مصر الكبير ليس مجرد متحف ولكنه الحدث الأكبر فى تاريخنا (الراهن)، حيث حضارتنا القديمة تنبعث من جديد، وتتلاحم مع إنجازاتنا المعاصرة.. من منطقة الأهرامات الخالدة تشرق شمس الحضارة من جديد على مصر. لم يكن مصادفة أن يتزامن مع افتتاح المتحف، أو أكبر متاحف العالم، وجود الرئيس الأمريكى ترامب، وكل زعماء العالم، قبلها بأيام، فى شرم الشيخ للاعتراف بدور مصر الإقليمى، والعالمى العظيم، فى وقف الحرب، والاضطرابات فى منطقة الشرق الأوسط (حرب غزة) التى هزت العالم، وأيقظت الضمير الإنسانى، وجمعت هؤلاء الزعماء فى مصر للتوقيع على «وثيقة وقف الحرب والعودة إلى التفاوض» للوصول إلى حلول سلمية.

كنوز الفراعنة تُعرض فى حضرة الأهرامات، وتروى قصة الحضارة الإنسانية للعالم فى متحفنا الكبير الذى يعتبر تجسيدا تاريخيا لجوهر مصر القديمة، واعترافا بقدرة المصريين المعاصرين على أن يكونوا جزءا من الحضارة الإنسانية المعاصرة. كما أن رصيدنا الحضارى، وثقافتنا القديمة التى نبعثها اليوم فى المتحف الكبير، نراها فى عيون الأطفال، والنساء الذين يزرعون الأرض، ويشيدون المصانع، ويجددون الدلتا، ويبنون توشكى، ويحفرون الأنفاق تحت قناة السويس لربط الوادى بسيناء.. هؤلاء هم أبناء توت عنخ أمون الذى يحكى بيته بالمتحف قصة 4 آلاف قرية مصرية تتجدد فى مشروع «حياة كريمة»، وهى نفسها تقف وراء أضخم التماثيل الأثرية الثقيلة التى تجسد روائع فن النحت فى مصر القديمة، وتبدأ من عصر الدولة القديمة وحتى العصر اليونانى والرومانى، وتنتهى بك بمراكب خوفو، بانى الهرم الأكبر، فى مبنى مستقل، وترى مراكب الشمس، وهى أقدم أثر عضوى فى التاريخ الإنسانى، حيث يبلغ عمرها أكثر من 4600 سنة، إلى الدرج العظيم، وتظهر الأهرامات وكأنك تراها لأول مرة، وهى موجودة منذ آلاف السنين، تراها من شرفة زجاجية مبهرة تحكى للعالم قصة المصريين وهم يبنون حضارتهم الجديدة، ولا تتوقف حتى ترى مركب خوفو المصنوعة من خشب الأرز في صورة مبهرة للعالم كله، فها هى أرواح المصريين القدماء تُبعث من جديد حية متجددة لتطل علينا، وتبارك مصر المعاصرة، وتفتح لها أبواب المستقبل، ولا تغلق أبواب الماضى، وتجدد الحاضر بألوان مصر الجديدة التى تشرق من الهرم متلألئة حية، ليس بماضيها ولكن بحاضرها المذهل، ومستقبلها المشرق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى