السودان بين الفاشر وأبولولو

الأربعاء 14 من جمادي الأولى 1447 هــ
العدد 50738
تنافس أبولولو، العنصرى المقيت الذى يكره نفسه، ويتصور أنه من الجنس العربي، هو خليط من الجهل الذى يدفعه إلى قتل الجنس الإفريقى بلا رحمة مع سقوط الفاشر، وأصبح يتقاسمنا هذا الشخص والفاشر معا، فى حالة عدمية لا مثيل لها تواجه أهلنا فى السودان. لقد قتل «أبولولو» 900 شخص ما بين امرأة ورجل وطفل، وكان يتلذذ بالقتل، ويوثقه فيلميا، فهو ثمرة تغذت على الكراهية، والخوف، والقتل، والعنف، بل أصبح النموذج الذى يحكى لنا لماذا فشل السودان وتدهور حاله إلى هذا الدرج الأسفل، الذى يبعد عن الجنس البشري، ويجعله يقترب من عالم الذئاب، لأنه لم يستطع إقامة الدولة القوية القادرة على المساواة بين أبنائه، وحمايتهم، ولم يعالج التوترات بين القبائل بالسودان الذى به أكثر من 500 قبيلة ما بين عربية وسودانية، حيث لم يستطع أن يجمع بينها بروح واحدة، وسادت بين أطرافه معارك، وشعور بالخوف والكراهية، ليس سباقا على مناجم الذهب، أو تدخلات خارجية فقط هى من أدت بحال السودان إلى حرب لا تتوقف، ولكن غياب العدالة، إلى أن وصلنا إلى أن الفاشر، عاصمة دارفور، تحولت إلى عنوان لحال السودان التى كانت مركزا للقوافل والتنوع وحولناها إلى مركز للصراع، والتى كانت بوابة دارفور إلى العالم وأصبحت بوابة السودان إلى الجحيم، لذلك انقذوا السودان من السودانيين الذين ينتحرون، فالحرب ليس بين الجيش والدعم السريع فقط، ولكن بينهم جميعا، حيث مدينة القوافل تصرخ، والضحايا أرقامهم قياسية، لا طعام، ولا غذاء، ولا ماء فى أرض الماء والطعام، ومحطة انطلاق السودان بين شمال إفريقيا، ووسطها، ومركز تبادل السلع والثقافات تئن، وأهلها فى حالة مجاعة. وختاما، لقد صار الموت فى الفاشر بكل السبل، بالجوع، والقتل، ولن ينجو أحد، فاليوم لم تعد دارفور هامشا جغرافيا غرب السودان، بل هى قلب المعركة على السيادة فى البلاد، والخلاصة بعد المشهد الأليم فى الفاشر، وسيطرة الدعم السريع سيتحول مسار الحرب المستمرة منذ 30 شهرا، ويطول الأمد، ويرسم خريطة سياسية جديدة فى المنطقة، لكننا نطمع أن يدفع نحو إنهاء الحرب بضغوط دولية، فهل من مجيب؟!.
