2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

لا تخونوا لبنان مرة أخرى

الثلاثاء 20 من جمادي الأولى 1447 هــ
العدد 50744
لبنان فى مفترق طرق.. لا يتحمل المزايدات الطائفية، ولا يتحمل إلا أن تقف كل الفصائل، وأولها حزب الله، مع الحكومة، ومع الرئيس لتلجيم العدوانية الإسرائيلية التى تستأسد على لبنان بحجة سلاح حزب الله، ولذلك فإن الرسالة التى أرسلها الحزب إلى الرؤساء الثلاثة (عون وسلام وبرّى) ليس لها محل من الإعراب، ولا مبرر لها، بل هى لهجة، ولغة، ومبرر يعطيه الحزب لإسرائيل لاستمرار عدوانيتها على لبنان، خاصة أن سلاح حزب الله خرج فعلا من معادلة الحرب والسلام. أعتقد أن سلام لبنان، ومنع العدوان لا يكون إلا بالإرادة اللبنانية، وتعاون الطوائف، ونعود إلى كلمة قديمة سمعناها من الكثير من رؤسائنا: ارفعوا أيديكم عن لبنان، فليست إعادة تعمير جنوب لبنان فقط هى المتوقفة على استقرار الأوضاع، وتسليم حزب الله المدعوم من إيران بحقائق الموقف السياسى والعسكرى فى هذا البلد العزيز، ولكن ثرواته هى الأخرى كذلك، خاصة الكنز الغازى المحتمل فى البحر المتوسط، والذى قدرته هيئة المسح الجيولوجى الأمريكية بنحو 25 إلى 30 تريليون متر مكعب، فالثروة الطائلة تحتاج إلى وحدة المؤسسات، وأن يدخل الملف الحدودى البحرى الذى وُقع عام 2007 حيز التنفيذ، لأن تأخر لبنان يبعده عن شبكة أنابيب الغاز التى تتهيأ لخدمة أوروبا الباحثة عن بدائل الغاز الروسى، مما يعنى أن التأخير ليس تقنيا فحسب، بل فرصة سياسية مهدرة. وأخيرا، مستقبل لبنان رهن بقدرة أبنائه على انتزاع قرارهم الوطنى من براثن الميليشيات، واستعادة ثرواتهم المهدرة لبناء دولة المواطنة والقانون، فإسرائيل لا يهمها أن يتفق اللبنانيون، بل يهمها أن يستمروا فى الخلاف حول السلاح، لأن التغيير فى لبنان يفرض على إسرائيل الانسحاب من الجنوب، وتعمير لبنان، بل إظهار اقتصاده، ومن دون اتفاق اللبنانيين سيبقى لبنان أسيرا لأزماته، وستتحول ثروة الغاز من فرصة للنهوض إلى أداة لتكريس الانقسام، والفساد، وستبقى ثروة لبنان البحرية عائمة مع أمواج المتوسط، وستظل خريطته غنية، بينما خزائنه فقيرة، والأخطر أنها سوف تكرس احتلال جنوب لبنان سنوات طويلة، وتضع لبنان، بل الطائفة، وحزب الله، تحت طائلة الاستهداف الإسرائيلى المستمر، فلا تخونوا لبنان مرات عديدة، لأن مستقبل هذا البلد المشرق مرهون بالتخلص من الميليشيات، والوحدة بين اللبنانيين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى