2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

تغييرات سوريا ولبنان.. والمستقبل!

الأربعاء 21 من جمادي الأولى 1447 هــ
العدد 50745
ستظل صورة أحمد الشرع، فى أول زيارة لرئيس سورى إلى البيت الأبيض، ولقائه الرئيس ترامب فى واشنطن، لا تخطئها العين فى 2025، وتشير إلى حدوث تغييرات جوهرية، وإستراتيجية، بل تحولات، ليس لأنها أول زيارة لرئيس سورى لواشنطن منذ استقلالها فى الأربعينيات، وليس لأن واشنطن قررت إزالة العقوبات المفروضة على الرئيس شخصيا، وأقطاب حكومته، بعد اتهامات بموالاة الجماعات المتطرفة من القاعدة إلى داعش، وليس لأن الرئيس السورى قد استطاع فى فترة وجيزة إنهاء عُزلة سوريا الدولية بعد الإطاحة بنظام الأسد الابن، وأن العام الحالى سيظل مرهونا بهذا التحول الكبير فى مستقبل سوريا، فهذا عام جوهرى فى مستقبل سوريا انتهت فيه أطول فترة حكم فى تاريخها لعائلة الأسد، وقد حدث تحول تاريخى فى سوريا من التبعية لإيران إلى التحالف الكامل مع تركيا، وهذا ما شهد به البيت الأبيض، حيث أوضح أن إزالة العقوبات تمت بموافقة إسرائيل وتركيا. أعتقد أنه من المكاسب التى حققها الرئيس السورى فى رحلته إلى واشنطن هى تجميد العمل بقانون «قيصر»، وهو ما يعد تحولا يسمح للشركات الأمريكية بالعمل فى سوريا (تحالفات سوريا تغيرت بصورة مذهلة فى فترة وجيزة)، كما أن زيارة الشرع لوشنطن لم تكن الزيارة المثيرة الأولى فى هذا العام، بل كانت زيارته لموسكو التى يعيش فيها الأسد الابن، والتى كانت تحارب هذا لسنوات، حيث يشهد الملف السورى تحولات جذرية تحتاج من الكثير من المراقبين دراستها. أما لبنان فمازالت جراحه عالقة، حيث مازالت تبعية حزب الله لإيران متزايدة، رغم أن الحكومة اللبنانية أقرت فى 7 أغسطس مشروع احتكار السلاح فى يد الدولة، وكلف الجيش اللبنانى بوضع برنامج لنزع سلاح كل الجماعات، والتزام الجانب الفلسطينى فى فتح وغيره فى المخيمات، وقد أثار القرار ردود فعل هيستيرية فى إيران، بل رفضا لذلك. وأخيرا، كل ما يهمنا هو مستقبل الدولتين فى سوريا ولبنان، وأن يبتعد عنهما خطر استمرار الحروب، وتفكيك الدولة، حيث مازال مستقبل الدولتين، خاصة مع فسيفساء الطائفية والصراعات المختلفة، يكتنفه الغموض.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى