النبيل المصرى المظلوم! «2»

الأربعاء 16 من ربيع الثاني 1447 هــ
العدد 50710
أكد لى الرئيس مبارك، رحمه الله، حينما كنت مرافقا له على متن الطائرة الرئاسية فى طريق العودة من رحلة خارجية، عندما وصلت الأنباء عن رحيل الدكتور أشرف مروان فى حادث مفجع بلندن- أن أشرف مروان لم يكن جاسوسا، بل على العكس كان وطنيا مخلصا، وقام بأعمال وطنية لم يحن الوقت بعد للكشف عنها، ولم يبلغ إسرائيل إطلاقا بموعد حرب أكتوبر، واستطرد: لقد كنت أعلم ما يقوم به لخدمة الوطن، ثم حظى الرحيل الكريم بتكريم شارك فيه جهاز المخابرات المصرية، وقادة عسكريون، واستمعت لثقاة، منهم عبدالسلام المحجوب، وغيره، وسألت بنفسي، ونثق فى أنفسنا وقدراتنا، أنه كان رأس الحربة فى خطة الخداع المصرية التى نسجها وصاغها الرئيس السادات، والبارعة التى سبقت الحرب، وفى أثنائها.. خطة متطورة لم نتعود عليها. لقد وصفه الرئيس لى بأننا كنا نحتاج وسيلة تليفون، وقد كان مروان أداتنا البارعة، لذا كان ملاكا لهم بعض الوقت لكسب ثقتهم، وقد كان نبيلا لنا فى مصر طوال الوقت لخدمتنا فى اللحظة الدقيقة التى تحقق المفاجأة والمباغتة، وهى مفتاح جوهرى للنصر، وأن ما قدمه لإسرائيل من معلومات أذهلت الموساد كان جزءا من خطة مدروسة، فهو لم يكن مجرد عميل مزدوج، بل كان المهندس الحقيقى للتضليل المصرى على أعلى مستوي، ولخص ذلك بأن استدرج رئيس الموساد كالأبله، وقد كتبوا وشرحوا كيف نجح المصريون فى زرع مروان فى العمق داخل الاستخبارات الإسرائيلية، وأنها فرصة لكى أنضم إلى الكاتبين العميقين الدكتور عبدالمنعم سعيد ومحمد السيد صالح.. والكثيرين الذين يطالبون بكشف بطولة مروان، وتجسيدها للأجيال الحالية والقادمة ليعرفوا كيف تماسك المصريون ودخلوا فى حرب أكتوبر فى مجالات جديدة، وتفوقوا فيها، أهمها التكنولوجيا المعقدة، والمعلومات، والاستخبارات العميقة التى تعتمد على العقول الكبيرة والذكية التى تتفوق على التكنولوجيا.
وأخيرا، أشرف مروان أسطورة لا يمكن إخفاؤها طوال الوقت، وقد أخفيناها بعض الوقت، وبدأت تتكشف خيوطها خلال الشهر الحالي.
