2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

أفــراح غــزة

السبت 19 من ربيع الثاني 1447 هــ
العدد 50713
جاءنى صوته من غزة مشحونا بالفرح، والدعاء، والبكاء: «اسمعني.. نعم إنها مصر صانعة الحياة لغزة. فى لحظات الموت الجماعى لا تقاس المواقف بالكلمات، بل بالفعل، ومصر، رغم كل التحديات، اختارت أن تكون الجسر الذى يمر عبره الأمل إلى غزة لا الموت.. منذ بداية الحرب ظلت مصر تفتح معبر رفح، حيث أُغلقت كل الأبوأب، وترسل قوافل الإغاثة، حيث غابت الضمائر، وتستضيف المفاوضات، حيت انهارت لغة السياسة، وهى التى رفعت الصوت فى المحافل، وضغطت على الأطراف، وقدمت الدبلوماسية كطوق نجاة يختنق تحت الحصار، والقصف، والإبادة.. مصر التى حركت المشهد، وأعادت التوازن حين اختل الميزان صانعةً الحياة لغزة فى زمن الموت، هذا الدور ليس وليد اللحظة، بل امتداد لتاريخ طويل من التداخل المصرى بين غزة والقاهرة، ومن واجب العالم أن يعترف حين خذل الجميع غزة بأن مصر كانت هناك».

تلك كانت كلمات سعيد محمد أبورحمة، الفلسطينى الغزاوي، الذى ظل مرجعى طوال عامين أسمعه من غزة فأحس بنبض أهلها.. عاش سنوات الحرب، وشهد وقف النار، رنت كلماته الأخيرة والعالم يعترف بدور الرئيس عبدالفتاح السيسى (رائد الحكمة، والصبر، والتحمل)، ودورمصر.. ويصل الرئيس ترامب إلى شرم الشيخ (مدينة السلام) لنشهد نهاية لـ(مقتلة غزة) ونشعر بالتنفس، والراحة النسبية لفرحة أهل غزة بتوقف آلة الدمار الهائل التى شملت مدينتهم.. لم تكن نهاية لدمار شامل وإبادة، ولكن حالة مبهجة من الفرحة لعودة الحياة والأفراح لـ 2.5 مليون فلسطينى من أهل غزة تحملوا ما لا يتحمله بشر، وشاهدوا وعاشوا الجنون الإسرائيلى لمدة عامين يَقتل، ويُبيد القطاع، وأهله، ويمنع عنهم الحياة..

وسط هذا الموت الجماعى المخيف، ها نحن نرى بداية جديدة يجب أن يُبنى عليها بناء قويا بعودة الفلسطينيين إلى الحياة، وأن يكونوا جزءا أصيلا من منطقة الشرق الأوسط، بل الركن الاستراتيجى لاستقرار كل المنطقة، وها نحن نرى العالم شرقا وغربا يعترف بالأراضى الفلسطينية، بل يرفض العدوان الإسرائيلى على أهلها، وسوف يبدأ من الآن انحسار اليمين المتطرف فى كل الاتجاهات فى منطقتنا، فادعوا معى أن تكون بداية جديدة، وفرحة دائمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى