2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

شرم الشيخ.. مركز صناعة السلام!

الأثنين 21 من ربيع الثاني 1447 هــ
العدد 50715
ما أشبه الليلة بالبارحة، فقد كانت شرم الشيخ محطة تأسيس، وصناعة السلام الثقيلة التى أطلقتها مصر فى منطقتها والعالم فى القرن الماضى (العشرين)، واليوم نقطة تحول جديدة، وشرم الشيخ ليست أهم مدينة سياحية خلابة فقط فى مصر، أو عاصمة البيئة العالمية، أو جنوب سيناء المشرق، أو فى العالم، بل هى حالة مصرية روحها المستقبل، وبوابتها الممتدة وجوهرها صناعة السلام الثقيلة للقرن الماضى، والحاضر (الحادى والعشرين)، وصناعة نقطة تحول جديدة للمنطقة، والعالم، والتاريخ.

أعتقد أن منطقة الشرق الأوسط برمتها الماضى فيها ملىء بنقاط التحول التى لم تُستغل عربيا لتحقيق طموحاتنا السياسية، ولكننا لا نريد الغوص فى الماضى، ومبرراته، وتفسير عدم اغتنامنا الفرص الذهبية لقيام دولة فلسطين، ولكننا نريد أن نهزم من لا يريدون لنا اغتنام الفرصة الراهنة، فزعماء العالم يلتقون على أرضنا، ونحن نرى أن الحد الأدنى تحقق الآن ويستحق الاحتفال، لأن وقف الحرب، فى حد ذاته، لحظة مفرحة، لأن الخسائر أمامنا فادحة، بل مؤلمة، وعقب سكوت المدافع، أو أصوات البنادق، سوف يكتشف الجميع كم أن كل حرب خاسرة، ولم يحقق أحد شيئا، وأنها لا تصنع نصرا، بل تحشد الكراهية، والخيبات الثقيلة للأجيال الحالية، والمستقبلية، ولذلك فإن «وقف الحرب» نريده لحظة ننظر فيها للمستقبل فقط، وأن نمضى جميعا قدما إلى الأمام، فحلم السلام أبدى لا يسقط بالحروب، أو رعاتها، وصناعة الكراهية الممتدة، ويظل دائما له حراس مؤمنون بقيمة الإنسان، وقوته، وقدرته على صناعة الخير، وتعمير المدن، بدلا من هدمها، والعمل معا، فالرغبة فى السلام حقيقية، وشاملة، وعادلة، وليس سلاما براجماتيا هدفه تحقيق مصالح آنية ذات أطماع اقتصادية فقط، ولذلك حشدت مصر العالم بكل قواه لكى يكون شاهدا على ما يحدث، وعلى رؤيتها الخالصة للجميع، وعلى من ينقضه، أو لا يسير فيه، أو لا يدعمه. وأخيرا، احتفالية اتفاق شرم الشيخ الحالى، تستهل مسيرة جديدة بعد عامين من الإبادة للغزاويين على مرأى ومسمع من العالم كله، فهل تكتحل الأعين بمسيرة سلام دائم؟!.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى