الإعلام والانتخابات العراقية!

الثلاثاء 29 من ربيع الثاني 1447 هــ
العدد 50723
وأنا فى طريقى إلى العراق لحضور ملتقى بغداد للإعلام العربى سيكون مستقبل الصحافة، خاصة الورقية، فى ظل المتغيرات التكنولوجية فى عالم الميديا عموما، فى مقدمة مناقشات المؤتمر الذى سيعقد فى الفترة من 20 إلى 25 أكتوبر الحالى فى حفل تديره، وتنظمه جيهان الطائى، رئيسة ملتقى بغداد للإعلام العربى، وهى رئيس تحرير مجلة «السيدة الأولى» التى رأت ضرورة تكريم الصحافة الورقية ونجومها فى العالم العربى. أجندة الملتقى حافلة، حيث يشارك فيها صحفيون وإعلاميون من العيار الثقيل، من مختلف الدول العربية، وستكون لنا وقفة مع نتائج مناقشاتها، ولكن بغداد التى يسودها الهدوء الحذر تموج بورش العمل، والتجمعات الانتخابية، وما بين مقهى، أو رصيف، أو حديقة عامة، فإن الهدوء النسبى سرعان ما ينفجر مناقشات وحيوية، فهذه الفترة، رغم الحيوية السياسية، والفكرية، والثقافية التى تسود العاصمة العراقية، لا يبدو أن هناك صوتا يعلو فوق صوت الانتخابات البرلمانية المقبلة فى الحادى عشر من الشهر المقبل. أعتقد أن الانتخابات البرلمانية تشكل لحظة تاريخية للشعب العراقى لتسجيل موقف واضح من العملية السياسية، حيث يدخل محمد شياع السودانى، رئيس الوزراء الحالى، الانتخابات من مركز قوة على الصعيدين الداخلى والإقليمى، قد يجعله لايزال الرجل القوى للعودة إلى مبنى الزقورة (مقر رئيس الوزراء فى المنطقة الخضراء)، فهو الرئيس الذى جمع القمة العربية فى بغداد، وهو رئيس الوزراء الذى شارك فى اجتماعات شرم الشيخ لإقرار وقف الحرب على قطاع غزة، كما استطاع توظيف قدرة العراق، وتوسيع نفوذه السياسى، والإقليمى، ولكن الأهم بالنسبة للعراقيين هو قدرته على تحريك الوضع الداخلى، حيث يقود ورش البناء التى نلمسها فى كل خطوة فى بغداد، خاصة فى وسط المدينة، وإعادة تأهيل شارع الرشيد بمحاله، ومكتباته، ومقاهى وسط المدينة القديمة، وعودة سهرات بغداد ولياليها منذ أن توقفت بعد الحرب، والاحتلال، وانتشار الإرهاب والتطرف فى ربوعها، ولذلك فإن محمد شياع السودانى، وجناحه الانتخابى مازال قادرا على توظيف إنجازاته السياسية، والاقتصادية لتقديم صورة إيجابية عن حكومته، وتأكيد أنه خيار شعبى قادر على توفير متطلبات العراقيين.
