انتخابات العراق.. بين السودانى والمالكى

الأربعاء 30 من ربيع الثاني 1447 هــ
العدد 50724
هربت من الإعلام ومؤتمره المنظم لكى أسمع ما يدور حول مستقبل العراق فى ظل الانتخابات مع اقتراب الموعد (11 نوفمبر)، وأعرف ثلاثية المكونات المتصارعة، ليس فيما بينها فحسب، بل داخلها أيضا، وحتى أعرف مسبقا اسم رئيس الوزراء القادم، ورغم صعوبات ذلك، وأنه يدخل فى حسبة برما، فقد حاولت! يعتمد الصراع المؤثر داخل كل مكون (وهو الأكثر تعقيدا والأخطر لما له من تأثير) على حجم كل طرف فى العملية السياسية، ومستقبل دوره فى الدولة، والحكومة القادمة، فى حين يتحول الصراع الأوسع بين هذه المكونات إلى استعراض للقوة، وورقة تفاوضية لتحسين شروط المشاركة فى السلطة، حيث كل تيار سياسى يحاول أن يبلور، ويصيغ مشروعا وطنيا جامعا يؤسس لمستقبل العراق، وينقله من حالات الانقسامات والصراعات المذهبية إلى مرحلة تُخرجه من هذه الظروف، وكل تيار يشعر بأنه فى حاجة إلى التيارات الأخرى، والأهم إلى الوحدة.. لغتان تسودان فى الشارع الانتخابى، كل مكون يتحدث عن حقوق جماعته، ومناطق نفوذها، وانتشارها، وحصتها فى المشاريع الإنمانية، وعمليات الإعمار، وعندما يذهب للشارع لا يجد أى غضاضة فى التحشيد الشعبى، أو المذهبى لجمع الأصوات. يبدو أن الصراع محتدم بين رئيس الوزراء الأسبق نورى المالكى، ورئيس الوزراء الحالى شياع السودانى، وزعيم ائتلاف الإعمار والتنمية، حيث استطاع كل منهم أن يحشد المختلفين عن الإطار خلفه، ويضمهم إلى التحالف معه، ويبدو أن الانقسام بينهم نهائى، فالسوداني يدخل متسلحا بالانجاز الاقتصادى والخدماتى الذى حققه خلال السنوات الثلاث من رئاسته، وتحالف مع جهات أساسية وفاعلة فى إطار التنسيق كزعيم تيار الحكمة عمار الحكيم، وفى المقابل يقف المالكى زعيم «عصائب أهل الحق» و«حركه النجباء» حتى يقطع الطريق على رئيس الوزراء الحالى، وأسماء أخرى فى الملعب، ولكن تأثيرها أقل، ولكن يبدو أن شياع السودانى حظوظه أكبر إذا أعطى مناصرو التيار الصدرى (فى ظل عزوفهم عن المشاركة) عند الاقتراع أصواتهم لتحالفه، حيث ترتفع حظوظه فى الحصول على 50 مقعدا بالحد الأدنى، وهو ما يجعل منه رقما صعبا، ويفتح طريق عودته إلى رئاسة الحكومة.
