2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

.. وفعلناها فى 1973!

الأحد 13 من ربيع الثاني 1447 هــ
العدد 50707
للذاكرة الحية وليس الذكرى العابرة؛ أن ما حدث منذ ٥٢عاما، ويعود اليوم، لم يمر لأننا نعيشه، ونحياه كل دقيقة، وأصبح من أصولنا العسكرية، ففى ظهيرة السبت 6 أكتوبر 1973 هز جنودنا الدنيا، وعادوا بالفرحة للمصريين بعد أن غابت 3 سنوات تماما، واعتلوا عرش الإستراتيجيات العسكرية فى العالم، ولم يعبروا القناة (المانع المائي) فقط، بل أسقطوا وهدموا خط بارليف، وما وراءه (أقوى خط عسكرى أنشأته العقول الأمريكية والإسرائيلية، بل الغربية، حتى تخرج مصر من كل المعادلات السياسية والعسكرية مهزومة.. وإلى الأبد).

لقد علم جنودنا الدنيا ساعتها، وإلى اليوم، أن جوهر مصر لا يتغير، ولا يهتز حتى بهزيمة مروعة مثل التى حدثت فى تاريخنا (يونيو 1967)، فقد كان الجدار المصرى (العالى دوما فى صدورنا نحو الوطن) يقف خلف صدور أبنائنا وهم يبحرون بالقوارب، ويعبرون بطائراتهم نحو الجدار (المصنوع) الذى يقف خلفه الجنود الإسرائيليون الذين احتلوا سيناء، وأغلقوا القناة فى وجه العالم بعد 1967، فقد كان أبناؤنا يثبتون أن هناك جدارا مصريا لا يمكن تجاوزه، وكان تحديا هائلا لمصر، وكان كل مصرى ومصرية يحدث نفسه بالخبر الذى يعرفه (مصر عادت) بعد أن تصور ملوك الترسانات العسكرية أنهم بأرقامهم ومعادلاتهم يمكنهم أن يجعلوها لا تعود، ولكن جوهر الصدق المصري، والإنسان والفلاح الذى نعرفه قاتل بقدراته الكامنة، إن لم يكن بجذوره التاريخية العميقة، وأنه صاحب الحضارة الإنسانية الأولى كلها، ولم نقل الدولة الأولى العظمى فى عالمها، وتاريخها الراهن، والمخزون تحت بطون الأرض، ومتحفها العالمى (سوف يحكيه للدنيا بعد أيام).

وأخيرا، لقد حصن جنودنا أرض سيناء الحبيبة، واقتلعوا المحتل بجذوره الفاسدة من أرض الفيروز، ولذلك نقول لهم إن اليوم التالى لهزيمة 1967 لم يكن الاعتراف بما وراءها النصر فقط، ولكن العمل وتغيير كل الرهانات الخاسرة، فقد هزمنا الهزيمة فى 1973، وكانت قبلها حرب الاستنزاف التى امتدت 3 سنوات.. كنا نقاتل ونبنى مؤسسة عسكرية لمصر، ففاجأتنا بـ1973 المدوية، والتى هزت الدنيا، وعلمتهم أن مصر لا تستكين ولا تهدأ وأرضها محتلة.. وغدا نكمل كيف غيّرنا المعادلات العسكرية، ثم السياسية، وفرضنا على عدونا القبول باختياراتنا، وكان السلام العادل هو جوهر قتالنا السياسى اليوم من أجل القضية الفلسطينية العادلة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى