2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

رصاصة كيرك.. والقس روبنسون!

الخميس 26 من ربيع الأول 1447 هــ
العدد 50690
ليس لأننا نؤيد القتل، ونحبذه للمخالفين، ولكن لأن والده (والد القاتل) روبنسون، القس المؤمن، تذكروا اسمه، أهم من المقتول، ويستحق وساما، وهو الرافض للقتل بكل أساليبه، حتى بالكلمة، والتحريض، فقد رفض مقتل الناشط تشارلى كيرك، المحبوب لدى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ويمينه المتطرف، والذى جذب أمريكا كلها، وأصبح صوتا للرئيس ترامب، وجذب إليه أصوات الشباب فى كل الجامعات الأمريكية، والولايات المحايدة فى انتخاباته الرئاسية، لأساليبه الدعائية المبدعة، والنشيطة، وبعد انتشار السوشيال ميديا فى العالم ترك كيرك دراسته الجامعية، ولم يكمل تعليمه، وأصبح ناشطا فقط، ينتقل من جامعة إلى أخرى، حاملا صوته ليخاطب نظراءه، ويدعوهم إلى أن يتبنوا أفكاره، أو فلسفة اليمين المتطرف، ولم يكن أحد قادرا على إسكاته، فهو صوت وراء ترامب، القادم للسلطة بكل عنفها، وقوتها.

لقد كنت أجلس فى القاهرة مع صديق لى أمريكى من أصل مصرى، دفعتى، اسمه رضا مجلى، يكلم ابنه فى نيويورك: «إذا لم تنتخب ترامب فسوف أحرمك من الميراث، فقلت له: كده يا رضا تصادر حرية ابنك فى الانتخابات!، فقال لى: اسكت.. ترامب أمل أمريكا»، تذكرت ذلك كله عندما اقتحمت رصاصة احترافية نقطة حساسة فى جسم تشارلى كيرك وهو يخطب، وقد وصف ترامب الحادث بأنه لحظة عصيبة لأمريكا المنقسمة بحدة، ولم يكن تشارلى كيرك يناضل، كما وصفه ترامب، من أجل اللا عنف، فقد لا يكون مارس العنف، ولكن هناك بالقطع كلماته التى تحض على العنف، والكراهية، والمخاوف من المستقبل، وقد كان يرددها كيرك ضد الفلسطينيين، والسود، والأقليات، واليسار، واغتياله برصاصة واحدة احترافية كان رسالة من القاتل: «أنا أمريكى مثلك أبيض محترف، لكننى أرفضك، وأرفض عنصريتك، وأنت لا تساوى أكثر من رصاصة»، ثم رمى بندقيته وذهب ليقول لوالده، وقد سحبه والده من يده وهو قرة عينه، وسلمه للعدالة، لأنه يحب أمريكا ويريدها عظيمة بجد وحق، وليس كما يريد ترامب، وألتراسه، ويمينه المتطرف.

وأخيرا، تحية للوالد القس الحى الضمير، ورفضا للعنف بكل أشكاله، فالكلمة وعنفها لا يقلان عن الرصاص، والطائرات، والدبابات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى