2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

.. وسقط الحلم الأمريكى .. والشرعية الدولية!

الأثنين 30 من ربيع الأول 1447 هــ
العدد 50694
هزنى طفل (ابن العاشرة) وأمه تحاول إقناعه بأن يسلمها جواز سفره الأمريكى، وطلبه أن ترسله إلى دونالد ترامب لأنه يرفض أن يحمله، وقد قال لها الطفل وهو يصرخ: «كفاية كده.. عايزين إيه الأمريكيين من أهل غزة؟، فقد قتلوا الأطفال، ودمروا حياتهم، وكان يتابع الفيتو الأمريكى الأخير، وكأنه يتوقع نتيجة التصويت، مثل الكبار، وهو يرى السيدة مورجان أورتاجوس ترفع يدها بحق النقض (للمرة السادسة) ضد قرار يُطرح فى مجلس الأمن لوقف إطلاق النار منذ أن انطلقت الحرب هناك منذ عامين بالضبط، وتساءل الأطفال مع الكبار، لماذا أمريكا تقف ضد العدالة.. ضد العالم كله.. وتؤيد آلة القتل والإبادة فى غزة، حيث لم يمنع بكاء الأطفال، والنساء، وتوسلات أهل غزة، من استهداف القرار الذى كان من الممكن أن يرحم أهلها لبعض الوقت؟. لقد كان الفيتو الأخير أكثر من فاضح، لأنه تزامن مع ضربة إسرائيل لقطر، وكذلك مع توسيع إسرائيل عملية الاجتياح البرى لقطاع غزة، كما أن المتابعين يرونه ضوءا أخضر أمريكيا (خاصة بعد أن وقف ضده كل الأعضاء الآخرين الـ«14») بالتصعيد فى القطاع، ويقوض أى نتائج ملموسة بشأن إنهاء الحرب، وسيكون التفاوض، لو ناورت واشنطن بعودته، غير ذى فائدة، ونتائجه عكسية، أو يعطى غطاء لإسرائيل فى تصعيدها، خاصة أنه غداة هذا الفيتو اللعين أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى أنه سيستخدم قوة غير مسبوقة فى مدينة غزة داعيا إلى إخلائها!. أعتقد أن العالم سيقف أمام عبثية القرارات الدولية، حيث 14 دولة كلها حلفاء أمريكا وشركاؤها فى مجلس الأمن، ومنها العشر المنتخبة (والأربع الكبار أصحاب الفيتو كذلك)- لم يمنع العضو الوحيد الأمريكى الرافض من حجب القرارات، واستمرار إبادة غزة.. وهكذا سقطت المشروعية والشرعية الدولية التى تبنتها واشنطن، وسقط معها الحلم الأمريكى لدى الشباب الذى كان يراود الأطفال، والشباب، لأنهم يرونها دولة معتدية، ودولة كبرى عاجزة أمام مجرم قاسٍ عن لجم العدوان، بل تشجعه، وتتيح لإسرائيل إبادة غزة، وتهجير أهلها بقسوة وعنف لم يشهد لهما العالم مثيلا من قبل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى