صفقة «ألاسكا» على طريق «يالطا»!

الخميس 20 من صفر 1447 هــ
العدد 50655
غدا (الجمعة) تُعقد القمة المرتقبة بين الرئيسين الأمريكى دونالد ترامب والروسى فلاديمير بوتين على الأراضى الأمريكية فى ولاية «ألاسكا»، وهى الولاية رقم 49، صاحبة المساحة الشاسعة، والأكبر، والأقل سكانا، والتى انضمت للولايات المتحدة الأمريكية رسميا فى 1959، رغم شرائها من الإمبراطورية الروسية عام 1867، وظلت تُسمى لسنوات طويلة «الأراضى الأمريكية – الروسية» فى أقصى شمال غرب أمريكا، نقطة التماس المتجمدة بين روسيا وأمريكا. لقد أزال الرئيسان الجليد، بل اكتشفا أن أمريكا وروسيا جارتان جغرافيًا، بل شركاء نصر الحرب العالمية الثانية، وأزالا سوء فهم الحربين الباردة، والساخنة مع أوروبا طوال 3 سنوات على أرض أوكرانيا (أوراسيا) فى أقرب نقطة بينهما، حيث عبر بوتين مضيق «بيرنج» ليلتقى نظيره الأمريكي، فتعود المياه لمجاريها بين القطبين، وتسقط العقوبات، بل يفتحان صفحات للتعاون ولو على حساب أوكرانيا، أو حتى شريكتهما أوروبا التى صنعت الحرب الدائرة مخاوف تحتاج سنوات لإزالتها بينها وبين روسيا. لقد أراد ترامب أن تكون «ألاسكا» الصفقة الثانية مع روسيا، بعد صفقة الشراء القديمة، وأراد بوتين استكمال اتفاقية «يالطا» الثانية، بعد الأولى فى شبه جزيرة القرم بين ستالين وروزفلت، فى حضور تشرشل البريطاني، والتى صاغ فيها الحليفان المتحاربان مستقبل أوروبا دون تمثيلها، والتى قام بعدها الاتحاد السوفيتي، وحلفه، والناتو الأمريكى والغربي، ولكن ألاسكا 2025 هى نقطة التقاء القمة الجديدة، فهل ستكون قمة بين أمريكا وروسيا، أم قمة بين صديقين (ترامب وبوتين) تخلق حالة من التهدئة، وتبادل المنافع الشخصية بينهما، أى يحصل من خلالها ترامب على «رجل السلام» (نوبل) المتوقعة، وتحدث تهدئة فى أوكرانيا يحصل من خلالها بوتين على رفع العقوبات، وإنعاش اقتصاده. وأخيرا، لقد علمتنا السياسة أن اللعبة الكبرى لا تنتهى هكذا، فكل المؤشرات أنها محطة ولن تكون الأخيرة، ولعلها فرصة يلتقط العالم عبرها أنفاسه، وتخف حدة الحروب التى صنعتها حرب أوكرانيا، وتداعياتها على الشرق الأوسط.
