2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

‎شريف رياض.. والواجب الوطنى

الخميس 13 من صفر 1447 هــ
العدد 50648
‎ اتصلت بالصحفى المرموق بـ«الأخبار» شريف رياض، الذى يجمعنى به ما هو أكبر من الزمالة (أُخُوَّة)، وهو زميلى من خريجى كلية الإعلام – الدفعة الأولى التى تحتفل هذا العام بمرور 50 عاما على تخرجها. لقد ظل شريف طوال سنوات عمله الصحفى المهنى (محرر برلمانى، وسياسى من طراز فريد، وعتيد وقوى) يكرس جُل نشاطه، واهتمامه لكى ينجح نظامنا السياسى، والمؤسسة التشريعية والرقابية تحديدا، باعتبارها الجناح المؤثر فى الحكومة التنفيذية، وهو يؤمن بالمعارضة البرلمانية، وتأثيرها على اتخاذ القرار فى مصر، وتكامل العملية التشريعية، وأهميتها، ولا أبالغ عندما أقول إنه أحد مراجعى لمعرفة البرلمان، وتشريعاته الجديدة، ومتابعة الحياة السياسية لقد كان شريف مريضا بارتشاح فى العين اليمنى، وهو مرض خطير يتم علاجه عن طريق حقن العين المصابة حتى لا تفقد الإبصار، ومع ذلك عندما اتصلت به وسألته: أنت فين يا شريف؟.. أجاب: «أنا فى لجنة الانتخاب لاختيار الشيوخ الجدد.. أؤدى واجبى الوطنى».. لا أخفيكم سرا أننى حدث عندى استغراب، أو إكبار شديد لشريف.. معقول؟.. هو صوتك هيفرق يا شريف وعينك تحت الملاحظة الدقيقة؟!، قال: لم أتخلف طوال عمرى عن الانتخابات، مازلت مؤمنا بالتجربة البرلمانية فى مصر.. تحية قلبية لك يا شريف، ودعائى لك بالشفاء، فأنت وفىُّ بمعنى الكلمة، ولذلك أدعو الذين يختارون المعينين فى مجلس الشيوخ إلى أن يختاروا نوعية الأستاذ شريف رياض، أو من يضاهيه، لأن هؤلاء لن تكتمل التجربة البرلمانية فى الشيوخ أو البرلمان إلا بهم، وبكفاءتهم، وإيمانهم بالانتخابات لإفراز القادة والبرلمانيين، فنحن نحتاج من يؤمن بتجديد الحياة السياسية، واختيار الأكفاء، والعقول المتميزة المؤمنة بالبرلمان بغرفتيه (النواب والشيوخ). وأخيرا، الانتخابات التى جرت فى شهر أغسطس الحار جدا لاختيار الشيوخ لها دلالات، ومعانٍ، ورسائل مهمة نحن نقدرها، فحينما تجرى الانتخابات بهذا الاتساع (فى الداخل والخارج) فى مرحلة الاضطرابات، والحروب المؤثرة على كل دول المنطقة، فإنها تعنى قدرة الدولة، وأنها عازمة، وماضية فى برامجها الإصلاحية، والتطور من دون اهتزاز أو تردد، ونحن نتابع، ونرى أجيالا جديدة تدخل المعترك السياسى، ومما لا شك فيه سيكون لهم تأثير فى دراسة التشريعات، وتطوير بنية المؤسسة الرقابية فى مصر خلال المرحلة المقبلة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى