مصر.. وتجربة فيتنام!

الأثنين 17 من صفر 1447 هــ
العدد 50652
خطفت تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسى حول حرب غزة، خلال مباحثاته مع الرئيس الفيتنامى لوونج كوونج، الاهتمام الكبير فى الرأى العام المحلى، والإقليمى العالمى، لأنها كانت دقيقة، وشجاعة، وواجهت العالم بالتزاماته بشجاعة فائقة، كما أن القمة الفيتنامية – المصرية لها أبعادها، ودلالاتها المستقبلية. نحن أمام بلد (فيتنام) يتسارع فيه النمو بوتيرة رائعة، ويتبنى رؤية جديدة جمعت بين الانفتاح التدريجى للسوق الحرة والاحتفاظ ببنية مركزية للحزب الواحد، ورغم هذه المقاربة، فقد سمحت هذه التجربة بجذب استثمارات أجنبية، وتوطين الصناعات التكنولوجية، وتحقيق معدلات نمو مرتفعة (7%)، والأهم أنها مستقرة، وتلك تجربة اقتصادية مميزة للغاية وازنت بين تحرير الاقتصاد، وتعزيز شبكات الحماية الاجتماعية، كما أن فيتنام التى توحدت عام 1976 منذ الانقسام (بين الشمال والجنوب) فى 1954، تُقَارن فى عالمها الآن بألمانيا التى توحدت بعد سقوط سور برلين عام 1990، وقد هزمت فيتنام القوى الاستعمارية (فرنسا ثم أمريكا).
أعتقد أن زيارة الرئيس الفيتنامى لمصر (لأول مرة) تحمل علامات الرغبة فى ترفيع التعاون، والعلاقات الاقتصادية بين البلدين إلى مستوى «الشراكة الشاملة» القائمة على التعاون المشترك، حيث تحمل مذكرات التفاهم الاقتصادية التى تم توقيعها بين البلدين مؤشرات، ورؤية، ورغبة فى التعاون المشترك، ولذلك يجب على البلدين أن يستغلا إمكاناتهما كاملة، فمصر نافذة لفيتنام فى الشرق الأوسط وإفريقيا، وفيتنام نافذة لمصر فى جنوب شرق آسيا (النمور الجديدة فى العالم). وأخيرا، الزيارة والمباحثات الاقتصادية حلقة مهمة بين البلدين، فالرئيس لوونج، الذى وصل إلى السلطة العام الماضى، يرى أهمية تعزيز الروابط بين مصر وفيتنام، حيث الاتجاهات الرئيسية فى الفترة المقبلة تعكس رؤية البلدين لتوسيع التجارة إلى مليار دولار سنويا، وفتح الأسواق أمام مجالات نوعية ذات طبيعة تتسم بالتطور فى البلدين، خاصة البنية التحتية، وتكنولوجيا التحول الرقمى، والمعلومات، وآفاق إنتاجية تتميز بها فيتنام مثل الاستزراع السمكى، والمنسوجات، والطاقة المتجددة، كما أن مصر تتبنى تجربة اقتصادية، وتنموية، وبنية أساسية قوية لدولة راسخة، وقوية، مما يجعلها تستفيد، وتطور علاقاتها مع الدول ذات القدرة العالمية، والسمعة الدولية، وفيتنام الحديثة فى مقدمتها.
