2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

‎ الأستاذة هدى توفيق!

الخميس 6 من صفر 1447 هــ
العدد 50641
‎رحلت رائدة مصرية من طراز متميز، وفريد، والتى ظهرت موهبتها فى الصحافة المصرية على مدى أكثر من 7 عقود، منذ أن تخرجت فى آداب إنجليزى- جامعة القاهرة فى خمسينيات القرن الماضى.. إنها الأستاذة هدى توفيق التى طافت بكل المراكز المتقدمة فى مهنة الدبلوماسية الصحفية، وأخبار السياسة من قسم الأخبار بالإذاعة المصرية، وتركتها إلى الجمهورية، ثم كان المسار الطبيعى أن تصل إلى الأهرام مديرة لمكتبها فى واشنطن، ومراسلة عتيدة تنافس الصحف، والإذاعات، والتليفزيونات العالمية. كان زوجها الراحل (حمدى فؤاد)، أحد أساطين المهنة الصحفية، ويطلقون عليه «السفير» الذى ملك المعلومة، وطاف الدنيا، وقابل كل زعماء العالم فى أمريكا، وأوروبا، والشرق الأوسط، وقطعا كل رؤساء مصر المتعاقبين (ناصر والسادات ومبارك) يثقون فيه، ويتيحون له المعلومة ليقدمها وجبة شهية للقارئ العربى، وكانت منافسته الوحيدة ليست مع الصحف الأخرى، ولكن مع زوجته، وأم أولاده، وشريكته فى الحياة، والمهنة، لكن المهنة لا تعرف الاقتسام، أو المشاركة، ولكن التفرد، وبرغم ذلك كانت منافستهما شريفة، ونموذجية. لقد كانت هدى توفيق نموذجا للصحفى المصرى المتعمق، والمتفرد فى سؤاله، وعندما انضمت إلى صحفيى البيت الأبيض كانت أسئلتها تنقلها الصحافة فى أوروبا، وأمريكا، ونحن هنا فى مصر تشرئب أعناقنا لقدرتها الفذة، وأدائها، واحترافيتها العالمية، مما جعلها مطمعا للصحف العربية، حيث الكل يطلبها بأعلى أجر، ولكنها فضلت الأهرام بعد رحيل زوجها، مما جعلنا جميعا نشعر بالامتنان لها، ولكل أسرة حمدى فؤاد، فهو أهرامجى، وهى كذلك، يسودهما حب الوطن، ومهنة الصحافة، وإذا أردنا أن نعرف قيمة الصحافة، والقدرة على سبر أغوار الزعماء، فعلينا أن نرجع إلى حوارات هدى توفيق حول العالم، فقد قابلت تشى جيفارا، ورونالد ريجان، وياسر عرفات، ومناحم بيجن، وكيم إل سونج، وأنديرا غاندى، وبن بيلا، ولومومبا، ومن النادر أن يكون هناك سياسى، أو زعيم لم يلتقه الشريكان الراحلان هدى وحمدى. وأخيرا، ونحن نودع هدى إلى العالم الآخر لا نجد أفضل مما كتبه ابنها الصحفى النابه فى «رويترز» أشرف حمدى: «إنها انتقلت إلى الأمجاد السماوية، وقد جاهدت الجهاد الحسن.. أكملت السعى، وحفظت الإيمان».. جزى الله هدى وحمدى كل خير عن القراء، والصحف المصرية، والإعلام العربى عموما.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى