2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

وثيقة نيويورك.. وخريطة طريق الدولة الفلسطينية

السبت 8 من صفر 1447 هــ
العدد 50643
يشكل المؤتمر الذى عُقد فى مقر الأمم المتحدة لـ»حل الدولتين» منعطفا تاريخيا أعاد تموضع القضية الفلسطينية فى مكانها التاريخي، بل أكاد أصف أنه هزم المخططات الإسرائيلية التى استخدمها نيتانياهو ما بعد 7 أكتوبر 2023 لتصفية القضية، وتصويره أن دولة للفلسطينيين هى مكافأة للإرهاب، أو «حماس»، متناسين التاريخ العريض للفلسطينيين فى الدفاع عن حقوقهم، وسيادتهم.

لقد جاء المؤتمر الأممى الذى حضره العالم (ماعدا أمريكا وإسرائيل) ليرسم خريطة طريق تتضمن رؤية متكاملة لكيفية إنهاء الصراع الفلسطيني- الإسرائيلى عبر «حل الدولتين»، وظهر العالم جادا بعد هذا المؤتمر إلى حد كبير، ولعلنا سوف نتذكر فى الشرق الأوسط والمنطقة العربية الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، الذى تُقدِم أوروبا خطوات كبيرة، برئاسته، مع السعودية، هذا المؤتمر التاريخى الذى يعد منعطفا لقيام دولة فلسطين، وجاء معه رئيس الوزراء البريطانى كير ستارمر، الذى أكد عزم بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية فى الجمعية العامة خلال سبتمبر المقبل، بل أضاف أننا عازمون على حماية الدولتين، وأعتقد أن كبار أوروبا يتقدمون صفوف حماية دولة فلسطين، وهذا تحول تاريخى يستحق أن نقف أمامه بالانتباه، وأن ندعمه لنجعله حقيقة، فنحن أمام وثيقة وخريطة من المتوقع، كما يقول الخبراء، إذا حشد العرب وراءهما، أن تتبنى الجمعية العامة وثيقة مؤتمر «حل الدولتين- نيويورك 2025»، حتى أمريكا يبدو، أنها تشجع هذا المسار.

وأخيرا، فإن التحرك المصرى على أكثر من صعيد حمى القضية الفلسطينية من التصفية، فقد كانت مصر حاسمة عندما وقفت ضد مخطط تهجير الفلسطينيين، وقد كان المسار الدبلوماسى لمصر، والمؤتمرات المتعاقبة بعد حادث 7 أكتوبر 2023، ثم إعمار غزة، وأخيرا نداء الرئيس السيسى لوقف الحرب كلها تؤكد أننا نتحرك على أكثر من صعيد لوقف الحرب، وإدخال المساعدات، وتقوية الفلسطينيين فى الداخل، وكل هذا أوصلنا إلى التحرك المدهش عالميا لقيام الدولة الفلسطينية المرتقبة، ولكن علينا أن ندعو العرب جميعا إلى الاستعداد، والتحرك السياسي، والدبلوماسى الفعال، قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، حتى نحصل على الاعتراف العالمى بفلسطين، ونضع إسرائيل وأمريكا أمام الأمر الواقع، والمرتقب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى