2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

بدايات السقوط..!

السبت 13 من شوال 1446 هــ
العدد 50531
أقصد نيتانياهو الذى ليست فقط حروبه الإجرامية هى التى سوف تسقطه من عرش مُلك إسرائيل، أو الاتهامات الجنائية أمام المحاكم الإسرائيلية، أو المحكمة الجنائية الدولية كمجرم عتيد لم تشهد البشرية مثله فى القرنين الماضى والحالي، أو حتى رحلته الأخيرة لواشنطن- بل كل ذلك وأكثر تتجمع سحبه على رئيس الوزراء الأطول فى تاريخ الدولة العبرية، والأجواء التشاؤمية التى صاحبت رحلته لواشنطن وعودته المخيبة لآماله، والتى قالت الصحف الإسرائيلية إنه عاد منها «خالى الوفاض»، فقد ذهب إلى واشنطن بتوقعات مبالغ فيها.. ذهب وفى مخيلته رحلته التى سبقتها فى عهد بايدن، والتى كانت لا مثيل لها، حيث وقف الكونجرس بمجلسيه يصفقون أكثر من 40 مرة لكلام أقل ما يقال إنه تافه لشخص يدعو للكراهية، ويحارب، ويقتل، ويبيد غزة على رءوس ساكنيها.

لقد ذهب نيتانياهو إلى أمريكا ليخبرها بأن الفرصة مواتية لإشعال الشرق الأوسط فلنضرب إيران معا، فكانت التمثيلية أو البروفة للمباحثات التى جرت اليوم فى عُمان بين الأمريكيين والإيرانيين هى حضور نيتانياهو بنفسه إلى واشنطن ليسمع أن أمريكا ذاهبة للمفاوضات مع إيران، وياليت الإيرانيين يضعون فى أذهانهم أنهم يجب أن يخيبوا ظنون نيتانياهو، وأن يصلوا فى مباحثاتهم الراهنة إلى اتفاقيات تسمح بأن يخرج الشرق الأوسط من نفق الحروب التى يخطط لها اليمين الأمريكى والإسرائيلى بزعامة نيتانياهو، حيث فرصة السلام، أو الاتفاق أصبحت مواتية، ولم تعد المواجهة العسكرية فرضا، أو مسألة وقت- كما تصور نيتانياهو.

أعتقد أنه لا شىء مثاليا فى هذا العالم، ولسنا متفائلين أو متشائمين، ولكننا عندما نتعامل فى عالم يقوده نيتانياهو وترامب يجب أن نتوقع كل الأشياء، خاصة الأسوأ، ولكننا يجب أن نحمل معنا مؤشرات أنه مازال هناك عقلاء قد نتوقعهم فى منطقتنا عليهم أن يدفعوا فى اتجاه التفاوض، ووضع حد للصراعات، حيث مذكرة العسكريين الإسرائيليين التى نُشرت أخيرا، والتى يشيرون فيها إلى أن حرب غزة لا طائل من ورائها، ويجب أن تتوقف، وأن تكون الأولوية للاتفاق، وإطلاق سراح الأسري، وهو ما يدفعنا لأن نعيد التفكير معا، وأن ندفع بقوة إلى الاتفاق، ووقف الحرب، سواء فى غزة أو لبنان، ولا نندفع إلى حرب فى إيران أو غيرها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى