فلسفة العيد ..!

الأربعاء 3 من شوال 1446 هــ
العدد 50521
يا عيد عذرا فلن نعطيك فرحتنا.. مادام فى بلادنا أتراح.. قصيدة نزار قبانى نقبلها ولكن نعمل على تغييرها حتى نخلص أفراحنا من حروبنا، ودمائنا التى تسيل بلا مبرر، لأن هناك قصارى العقول بيننا، والأشرار فى عالمنا الذين يريدون أن يسلبوا إرادتنا، ويسرقوا بلادنا، وأراضينا، ومستقبلنا. لقد دمرت دولة الاحتلال غزة، وقتلت ربع مليون ما بين شهيد، ومفقود، وأسير، ومعاق جسديا وعقليا.. قلوبنا وعقولنا معهم اليوم، ومع أسرهم نشد من أزرهم، ونقول لهم إن أيامنا قادمة، وإن رحيلهم قادم لا محالة لنثبت لأعدائنا أن لنا حقوقا، ومستقبلا نحافظ عليه، ونصونه، وأن المجرم، أو المعتدي، سوف ينال جزاءه فى الدنيا والآخرة معا، فتحية لشهدائنا، واحتراما للمصابين، ونحن معهم بكل وجداننا، وسوف نتخلص من المجرمين، ونصنع الحياة العادلة، والمستقرة لكل شعوبنا، وسيقف يوما العالم لكى يحاكم المجرمين، ويكشف الجنون الذى خلق اللا معقول. إن فلسفة العيد عندنا ترتكز على أنه يوم للفرح وليس يوما للعزلة أو التشاؤم.. قال جلال الرومى ونحن معه: ما مر ذكرك إلا وابتسمت له.. كأنك العيد والباقون أيام.. شهداء.. والضحايا هم أبطال العيد لأنهم ذكرونى بمعنى إنساني، وقدرتنا على الحياة والوقوف ضد الظلم، وصناعة عالم أفضل لبلادنا وشعوبنا، وقد قال شوقى أمير شعراء العرب عن العيد: العيد هلل فى ذراك وكبرا.. وسعى إليك يزف تهنئة الورى، ، كما قال على بن أبى طالب عن العيد، ونكرره معه، «ليس العيد لمن لبس الجديد وإنما العيد لمن أمن الوعيد»، كما علمتنا حقائق الأيام، وصعوبتها، وما نمر به فى منطقتنا، معنى الحياة، وكيف نحميها، وكيف نحافظ عليها، ولا نسمح لأعداء الحياة بأن يهزمونا، وينشروا التعاسة والحزن فى ربوعنا، وبين جنبات حياتنا، وسوف نصنع كل يوم فى حياتنا عيدا لأننا سنعمل على أن نجعل الجميع يفرحون، وأن نتيقظ للمجرمين ونعالجهم من شذوذ التفكير، والسعى إلى الحروب، وأن نضمهم إلى ربوع الحياة، ونطور الدنيا، وصناعة الجمال، والحياة. لقد أردت أن آخذكم يوم العيد فى رحلة مع شعرائنا، وأرواحنا الغنية، والقادرة على أن تهزم دعاة الحروب، وصناعة اليأس، بل تلفظهم من دنيانا وتصنع الحياة والتجدد للجميع.. وكل عام وأنتم بخير.
